صدر عن دار المثقف للنشر والتوزيع رواية «أنين الذاكرة» للكاتبة زهية دشير، حاولت من خلالها تسليط الضوء على وقائع وأحداث اجتماعية معاشة، حيث تطرّقت إلى عدة ظواهر منها الفقر، اليتم، الغربة، الفراق وهشاشة العائلة، كما حملت الرواية جملة من الرسائل الإنسانية النبيلة كالصبر والكفاح والحب الصادق، وأهمها النجاح رغم الصعاب..
جاءت رواية أنين الذاكرة في 150 صفحة، وبلغة بسيطة خالية من الإطناب لفائدة تطلبها مضمون العمل، حيث حاولت الكاتبة الموهوبة زهية دشير أن تضع القارئ في صلب الموضوع، وذلك باعتمادها على مقدمة مختصرة حملت شبه استفهامات، شدت من خلالها انتباه القارئ وأجبرته على استنطاق الخيال.
وتتمحور أحداث الرواية حول شخص يدعى «إسحاق» من الجزائر، يعمل مراسل صحفي لحساب أحد الجرائد الجزائرية، حيث يتم إرساله إلى تركيا إثر انقلاب عسكري يشهده هذا البلد. ليجد إسحاق فرصة للهروب من ذاكرته وماضيه، وهناك يقع في حب فتاة سورية تدعى «ألما»، لكن سرعان ما يفترقان حين يقرّر والدها أن يزوجها من ابن عمها، وهنا يعود إسحاق لمكابدة وحدته في الحياة والعيش على بقايا الذاكرة، كما استعرضت زهية دشير بعض الشيء عن فترة الحراك الشعبي ووصف لحال الوطن.
الهدف من الرواية ليس سرد قصة حب بين شاب وفتاة أحلامه، بل التطرّق إلى كيفية معالجة الآلام واحتوائها، من خلال عدم التشبث بمطرقة الذكريات القاسية، فأنين الذاكرة من خلال العنوان ستدرك أنها تحمل بين طياتها الألم، إنه ألم الذكريات التي تَحّزُّ في نفس الإنسان وتجعله دائم العيش في دوامة مع ماضيه، (كيف ستحيا وذاكرة الأنين تعزف لحن الماضي في حاضرك ؟)
مقتطف من رواية أنين الذاكرة
«ها قد حان ارتداء الأبيضين، لثوبك الأبيض أنت تلبسين وبطرحتك لكفني رحتِ تصنعين، سعيد يومك كأنه يوم عيد، بعيد عن بيتك لكني أسمع قهقهات الفرح والزغاريد، اعذريني فأنا لم استطع الفرح مثلهم فقلبي ليس من حديد.
الليلة لا شيء يستحق الفرح، بربك أيّ فرحة أنت تملكين؟!
ساعات قليلة تفصلنا عن تنفيذ حكم القدر، كل شيء جاهز ومرتب بإحكام، ساحة الإعدام شهود عيان وأنا المحكوم عليه وجعا حتى الموت».