عرض للنقاش بالمجلس الشعبي الولائي

مصادقة على مخطط حماية الموقع الأثري»مرسى الدجاج»

بومرداس..ز/ كمال

صادق أعضاء المجلس الشعبي الولائي لبومرداس في ختام أشغال الدورة العادية الثالثة لسنة 2021، على مخطط حماية الموقع الأثري»مرسى الدجاج» بزموري البحري، بعد رفع كل التحفظات المقدمة من قبل مكتب الدراسات تمهيدا لبداية أعمال التهيئة وإعادة الاعتبار لهذا المعلم التاريخي، الذي شهد تعاقب عدة حضارات حسب الشواهد التي توصلت إليها فرقة تنقيب واكتشاف تابعة لمعهد الآثار بجامعة الجزائر2.

بعد عدة محاولات وتحركات من قبل مديرية الثقافة لبومرداس وعدد من المختصين والجمعيات المهتمة بالتراث والمعالم الأثرية، خصّصت الدورة العادية الثالثة للمجلس الشعبي الولائي في آخر لقاء له في عمر العهدة الانتخابية ملفا خاصا لموقع «مرسى الدجاج» المتواجد بزموري البحري، وهي التسمية القديمة لهذه المنطقة التاريخية استكمالا لمختلف الإجراءات والخطوات التي عرفها المعلم منذ بداية كشف الأغوار وطبيعة الموقع سنة 2007، للتعرّف على خصوصيته وأهميته الأثرية، بالنظر إلى ما يحتويه من شواهد وبقايا زادت من إهتمام الباحثين والمختصين في الآثار، الذين رجحوا أن الموقع يمثل نواة المدينة القديمة التي احتضنت حضارات عدة من الفنيقيين، الرومان إلى الحضارة الإسلامية.
وكان المعلم الأثري مرسى الدجاج قد استفاد قبل هذه الفترة من عملية تسجيل سنة 2008، من قبل مديرية الثقافة في إطار الجرد الإضافي للمعالم والمواقع الأثرية التي تزخر بها الولاية بمجموع 50 معلما ثقافيا ودينيا، مع تقديم ملف وطلب لوزارة الثقافة من أجل تصنيف الموقع وطنيا حتى يدخل ضمن نطاق الاهتمام والاستفادة من مشروع تهيئة وإعادة الاعتبار.
وقد تحقق ذلك سنة 2016، عبر قرار صدر بالجريدة الرسمية بناء على القرار الوزاري المشترك المؤرخ في شهر أفريل من نفس السنة المتضمن تصنيف الموقع، قبل أن يباشر فريق من الأساتذة والباحثين المختصين بالتاريخ والتراث تابعة لمعهد الآثار بالعاصمة، عملية تنقيب واستكشاف لأغوار المعلم سنة 2017، مع تخصيص مشروع لتسييج وحماية المعلم الممتد على مساحة 6 هكتار من كل أشكال الاعتداءات وتسهيل مهمة الفريق المتخصص.
 شاهد على تعاقب الحضارات
يشكّل الموقع الأثري مرسى الدجاج أحد أهم المعالم الأثرية والتاريخية بولاية بومرداس إلى جانب قصبة دلس، لكنه كغيره من المواقع لم يلق الاهتمام الكامل من قبل القائمين على قطاع الثقافة وظلّ لعقود مهملا ومفتوحا على كل التجاوزات والاعتداءات، خاصة من قبل مافيا العقار وبعض المقاولات التي حاولت التوسّع على حساب المعلم لولا صمود بعض المهتمين بالتراث والجمعيات الناشطة في الميدان ومنها جمعية «السواقي» لبلدية زموري التي ساهمت بشكل كبير في التعريف بالموقع وتنظيم لقاءات وأياما دراسية بالتنسيق مع وسائل الإعلام المحلية ومنها جريدة «الشعب» التي تناولت الموضوع في أكثر من مناسبة، كان آخرها إطلاق عملية التنقيب والاستكشاف من قبل بعثة الآثار تحت شعار «ريادة واستكشاف اثري بموقع زموري البحري».
كما تلت هذه الخطوة المهمة، إمضاء اتفاقية والتوقيع على محضر بداية اشغال الحفريات في الموقع بين مديرية الثقافة ورئيسة بعثة معهد الآثار لجامعة الجزائر2  عائشة حنفي شهر سبتمبر من سنة 2019، حيث قام الفريق ولمدة 20 يوما بدراسة شاملة للمعلم ومحاولة اكتشاف طبيعيته وما يحتويه من كنوز وتحف أثرية تمثلت في رسومات، أواني فخارية وأدوات تعود إلى الحقبة الحمادية والزيرية حسب الباحثة.
وكان الدكتور محمد مصطفى فلاح مدير مخبر علم الآثار الذي قاد الفرقة آنذاك قد أكد في تصريح سابق «أن موقع مرسى الدجاج يشكل أهمية كبيرة للبلاد بالنظر إلى قيمته التاريخية والحضرية»، مشيرا «أن التحف القليلة المستشكفة تعود إلى فترة المرابطين والموحدين وبالضبط بنو غنية في القرن الرابع هجري أو العاشر ميلادي».
ورغم الانطلاقة المشجعة للعملية تهيئة وبداية الحفريات بالمعلم التاريخي، إلا أن المهمة لم تعرف نفس الوتيرة المتسارعة، حيث توقفت الأشغال لفترة طويلة بسبب جائحة كورونا، ونقص الاهتمام والمتابعة، وهي المخاوف التي عبر عنها صراحة المهتمين بالقطاع والتراث بولاية بومرداس والخشية من أن يلقى هذا المعلم التاريخي الذي أخذا بعدا سياحيا أيضا نفس مصير قصبة دلس وباقي المعالم المهملة التي تنتظر التفاتة قبل الاندثار التدريجي. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024