يحتضن رواق فندي الزيبان ببسكرة فعاليات معرض الفنان التشكيلي مراد تابرحة، تحت عنوان “الزيبان في ألوان” والذي تعودت جمعية موزاييك للثقافة والفنون والمحافظة على التراث على تنظيمه بمرافقة هذه المؤسسة الفندقية، وقد شهد حفل الافتتاح حضورا مميزا لمثقفي المدينة ومتتبعي الفن التشكيلي.
المعرض الذي ستمتد فعالياته الى غاية منتصف جانفي القادم تضمن عرض 30 لوحة تناولت مواضيع تتعلق بالمدينة القديمة من مباني ومناظر طبيعية ووجوه قديمة رسمها الفنان بالاعتماد على المدرسة الانطباعية الحديثة وباستعمال السكين في الرسم كرؤية جمالية داخل اللوحة، والرسم بالألوان الزيتية أو صباغة الاكريليك التي تمده بالمتعة والاحساس بالحرية عبر حركات اليد والسرعة في وضع الالوان لإنجاز تشكيلي متألق ينم عن موهبة صاحبه وابداعه، ويعترف الفنان انه تتلمذ على يد التشكيلي الكبير محمد ياسين مغناجي أحد أهم أعمدة التشكيل الفني الجزائري الحديث.
الفنان مراد عاشق تراث وعمران المدينة القديمة عبر مختلف مدن وقرى الزيبان والتي قال عنها، “إن المباني والأحياء العتيقة تعيده الى الطابع الطفولي حيث كانت فضاءات المدينة العتيقة ببسكرة ببساتينها وسواقيها تشكل مرتعا للعب في مرحلة الصبا وبقيت محفورة في ثنايا الذاكرة”. فهو يعبر عن وفائه لهذه المدينة من خلال الرسم وحفظ الذاكرة، ويضيف الفنان، “إن المدينة القديمة تشكل ماضينا وحاضرنا وان الاهتمام بالتراث ضروري بالنسبة لنا، لذا فإن فنه مرتكزا على الاشتغال بالمدينة.”
من جهته، أوضح الفنان التشكيلي نور الدين تابرحة مسؤول رواق لندو للفن التشكيلي، خلال تقييمه للنشاط التشكيلي ببسكرة، أنه لا توجد بحسب اعتقاده مدينة في الجزائر عرفت انتعاشا تشكيليا فنيا كما هو الآن في بسكرة فمجموعة معارض الأخيرة تترجم التنوع والزخم التشكيلي الذي تعيشه المدينة.
ونوّه نور الدين، بأن التنوّع في الأساليب الفنية يترجم حقيقة التركيبة الفسيفسائية لبسكرة، “فهناك فن حديث وفن معاصر، وأكاديميون وعصاميون ثائرون أو متأثرون يقدمون أعمالا أقل ما يمكن ان يقال عنها بأنها تستحق الاكتشاف والزيارة، فرواق مجاهد بلقايد بالمسرح الجهوي بسكرة يقدم عرضا جماعيا، كما يقدم رواق فندق موريس لابون معرضا بعنوان “كالنخلة” للفنان لزهر رحال، في حين يقدم رواق لاندو معرضا للراحل درنوني محمد، وفندق الزيبان يقدم معرضا للفنان مراد تابرحة والذي يمتد إلى غاية 15جانفي من السنة القادمة”، يقول المتحدث، كما اشار، الى ان هذا التنوّع في الأساليب والفضاءات يعكس طبيعة مدينة بسكرة.
للتذكير، فإن الفنان مراد تابرحة من مواليد سيدي عقبة سنة 1987، خريج مدرسة الفنون الجميلة ملحقة بسكرة، له تجارب فنية متميزة ومشاركات عديدة في المعارض الفنية وطنيا ودوليا وهو أستاذ مكون حاليا.