آليـــة منح بطاقــــة الفنان تضمن الشفافية والاعتراف بالفنانين
يعتبر الكاتب والناقد السينمائي جمال محمدي أن اليوم الوطني للفنان مناسبة مهمة للحديث عن وضعية الفنان الجزائري، وعن التحولات التي عرفها المشهد الثقافي في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن الدولة الجزائرية بدأت تولي اهتماما أكبر بالمبدعين، من خلال إصدار قوانين جديدة، وتنظيم الحياة المهنية للفنان، وتحسين ظروفه الاجتماعية، إلى جانب بعث التظاهرات الثقافية لاسيما منها المهرجانات بمختلف أنشطتها.
وتحدث محمدي لـ«الشعب” عن أهم المكتسبات التي تحققت خلال الأشهر القليلة المنصرمة، والتي كان من بينها صدور قانون الفنان في أكتوبر 2023 بموجب المرسوم الرئاسي 23-376، “الذي يعتبر أول إطار قانوني ينظم مهنة الفنان في الجزائر، هذا القانون الذي يعترف بالفن كمهنة قائمة بذاتها، ويمنح الفنان حقوقا مهنية واجتماعية مثل الضمان الاجتماعي والمقاولاتية والتقاعد”. وأضاف: “لقد تم تعزيز آلية منح بطاقة الفنان، حيث أصبحت تسلّم عبر لجان مختصة، تضمن الشفافية والاعتراف الحقيقي بالممارسين الفعليين للفن”.
وفي السياق، ذكر المتحدث أن الفنانين استفادوا من الإدماج في منظومة الضمان الاجتماعي، وهو ما يمثل خطوة كبيرة تضمن لهم الحماية الاجتماعية.
أما في مجال الحقوق الفكرية، فقد تم تفعيل دور الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة الذي أصبح يلعب دورا أساسيا في حماية الإنتاج الفني من القرصنة، ومنح المساعدات الاجتماعية للفنانين، خصوصا في الأوضاع الصعبة.
هنا، أشار المتحدث إلى أن الاهتمام بالسينما الجزائرية وبدورها عاد للواجهة، بعد تنظيم الجلسات الوطنية للسينما في جانفي 2025، تحت إشراف مباشر من رئيس الجمهورية، وقد جاءت هذه اللقاءات – يقول محمدي - كبداية لإصلاح شامل للقطاع، توّج بصدور قانون السينما الجديد رقم 24-07 في ماي 2024، الذي يهدف إلى إعادة تنظيم الصناعة السينمائية وتشجيع الإنتاج، مع العمل على تقنين المهن السينمائية، وإعطاء كل اختصاص سينمائي مكانته القانونية والمهنية.
من جهة أخرى، يواصل محمدي، أصبحت وزارة الثقافة أكثر انخراطا في دعم الفنانين من خلال بعث الحياة في التظاهرات الثقافية، وإعادة تنظيم الأسابيع الثقافية بين الولايات، وتنشيط صالات العرض، وتنظيم المعارض الجهوية، ما ساهم في خلق حركية ثقافية على المستوى الوطني، وفتح مجالات جديدة للتعبير والإبداع وتشغيل ما أمكن من الفنانين لتحسين وضعيته الاجتماعية.
وختم محمدي قائلا: “في هذا اليوم الرمزي، نحيّي كل فنان جزائري أخلص لفنه، ويواصل الإنتاج والحلم، من أجل جزائر مزدهرة.”