في طبعة أنيقة، صدر هذا الأسبوع عن دار ساجد للنشر والتوزيع ببسكرة، كتاب «تجربتي في البرلمان الجزائري الانطباع والواقع: 2017- 2021» للنائب البرلماني الأستاذ مسعود عمراوي، وهو إصدار علمي، ذو قيمة معرفية وتحليلية وتوثيقية بالنسبة إلى طلبة الجامعات الجزائرية.
الكتاب يقع في 302 صفحة، حيث قسم بطريقة منهجية على منوال الرسائل الجامعية، فقد توخّى المؤلف المنهج التاريخي التطبيقي، معتمدا على مجموعة من المراجع في المجال القانوني والتشريعات، بالإضافة إلى الهوامش المركزة، في تناول المواضيع والشهادات.
هذا الإصدار المفيد الذي هو باكورة أعمال النائب الأستاذ مسعود عمراوي، عبارة عن دليل يشمل على كل ما يحتاجه النائب طيلة عهدته البرلمانية، وخريطة طريق تمكن كل برلماني جديد من التأقلم السريع مع مهمته الجديدة، التي ينبغي له أن يؤديها بكل التزام، خاصة وأنه سجل فيه تجربته لمدة أربع سنوات تحت قبة البرلمان، ممثلا عن ولاية بسكرة.
كما أنّه موجه لمن يريد خوض معترك الحملة الانتخابية التشريعية أو المحلية مستقبلا بأخلاق عالية، بعيدا عن التضليل والكذب والوعود الوهمية والشعارات الرنانة، حيث قدم المؤلف شروحات وافية عن التحضيرات، والترتيبات المسبقة المتعلقة بطريقة الانتخابات التي تتطلب تخطيطا مسبقا إلى نهايتها.
رسالة إلى كل مواطن
كما هو رسالة إلى كل مواطن ليدرك دور النائب ومهامه الفعلية، ومع تسليط الضوء على ممارسات بعض النواب الذين انتخبهم الشعب ليتحمل مسؤولية اختياره حاضرا ومستقبلا، حتى يتمكّن من رفع الانشغالات العامة مع الإجابة عن أسئلته المشروعة بعيدا عن الانطباع الشخصي. واعتبر النائب مسعود عمراوي في تقديمه الافتتاحي أن الهدف من دخوله البرلمان هو «الوفاء لرسالة الشهداء، ومنهم والده علي عمراوي الذي سقط شهيدا في ساحة الشرف سنة 1961، مع الاستمرارية في طريق التضحية، والإخلاص والعمل على حب الناس ومساعدتهم.
وأن هذا الإصدار هو تحفيز الشباب في المضي قدما لتحقيق طموحاتهم في جميع المجالات خدمة للأمة، لإيمانه الراسخ بأن التغيير الحقيقي يصنعه العامل الفاعل وليس المستقيل من الحياة».
مرجع للطلبة الجامعيين
وقسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول بالإضافة إلى مقدّمة وملاحق، حيث أشار الدكتور حسان بن نوي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، في المقدمة إلى أن هذا الإصدار جاء «ليقدم تجربة النائب البرلماني مسعود عمراوي الذي بذل فيها جهدا في إطار الصلاحيات المخولة له، ودائرة علاقاته، ورفع انشغالات المواطنين ومتابعتها الفردية والجماعية بالرغم من صعوبة المرحلة».
و»أن هذا الإصدار يأتي ليساهم في إثراء المكتبة الوطنية لما تضمنه من مواضيع ذات صلة بالطروحات الأكاديمية في مجال العلوم الإنسانية، وتحديدا العلوم القانونية والسياسية، ليستفيد منه طلبة هذه الفروع، باعتباره عملا ميدانيا وتجربة واقعية للنشاط البرلماني في الجزائر».
وتوقف مسعود عمراوي في الفصل الأول الذي اختار له عنوان (كرونولوجيا البرلمان الجزائري ومهمة البرلماني) عند التعريف بالبرلمان الجزائري بغرفتيه، والعلاقة التي تربط بينهما، وأجهزة المجلس الشعبي الوطني وهيئاته، ودور البرلماني.
وجاء الفصل الثاني بعنوان «مداخلات حول مناقشة مختلف القوانين»، وقد نشر فيه تدخلاته المقدمة حول مخطّط عمل الحكومات المتعاقبة، ومناقشة سلسة من القوانين.
أما الفصل الثالث فعبارة عن نماذج للأسئلة الكتابية والشفهية، بالإضافة إلى نماذج من المراسلات الوطنية والمحلية، منها ما تمحوّر حول طلب تحيين منحة تعويض المنطقة الجغرافية واحتساب مدة الخدمة الوطنية، والتقاعد، إضافة إلى انشغالات السكان والفلاحين في السكن والري والطرقات، مع تقديم نماذج للتوصيات والبيانات والمناقشات.
أما الملاحق فقد أدرج فيها الأستاذ مسعود عمراوي نماذج من مختلف الأنشطة والمراسلات التي وجهها بتوقيعه إلى الوزراء في مختلف القطاعات، والتي انشغالات المواطنين وفئات مختلفة من المجتمع كالطلبة والعمال، ونماذج من ردود الوزراء عليها.