رئيسة أكاديمية العلوم والدّراسات الاستشرافية لـ “الشعب”:

النّخبة مدعوّة لتحمّل مسؤولياتها في مواجهة التّطرّف

باتنة: حمزة لموشي

 أكّدت الدّكتورة نعيمة سعدية رئيسة أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية بولاية بسكرة على أهمية معالجة قضية التطرف ببلادنا، والتي أصبحت تهدّد كيان المجتمع في كل مكوناته خاصة في السنوات الأخيرة، مطالبة باستحداث آليات فعّالة وسبل للحد من خطر التطرف، وتفشي خطاب الكراهية من خلال تعزيز روح الوطنية، وروح الفعل الجماعي، وروح التعاون.

 أوضحت الدكتورة سعدية على هامش أشغال المؤتمر الدولي الأول حول “الوحدة الوطنية وخطر التطرف وخطاب الكراهية”، المنظّم افتراضيا من طرف أكاديمية العلوم والدراسات الاستشرافية، مواصلة عمل النخبة من باحثين ومختصين في هذا الشأن بالتنسيق مع مخبر اللهجات ومعالجة الكلام بجامعة وهران 01، وذلك تحت شعار “وطن فوق الجميع”.
عالج المؤتمر في فعالياته أكثر القضايا إثارة للجدل والاهتمام حسب المتحدثة في تصريح لـ “الشعب”، من قبل رجال الفكر والتربية والثقافة والدين، والمتمثلة في التطرف الذي تفشّت مظاهره في مجتمعاتنا، بل وأصبح خطرا يهدّدها، خاصة إذا غُذي بالتّعصّب والمزاجية وخطاب الكراهية في غالب الأحيان لفظا ومعنى وفعلا؛ تضيف سعدية.
وقالت إنّ ذلك أصبح يشكّل خطرا حقيقيا على الوحدة الوطنية، فأصبح الوطن في مهب رياح الأخطار الخارجية، التي وجب الحذر منها، من أجل وطن حر مستقل آمن وموحّد، أفراده يد واحدة على اختلافاتهم، وهو ما تقوم به عبر أكاديميتها المتحصّلة على الاعتماد حديثا في ثاني نشاط لها.
وشارك في هذا المؤتمر مجموعة من الباحثين من داخل الوطن وخارجه على غرار تونس، فلسطين، العراق، مصر، لبنان، السعودية، ليبيا، السودان وكذا تركيا وهولندا، وفي تخصّصات مختلفة تشمل علم الاجتماع والتاريخ والأدب والقانون والإعلام والعلوم السياسية والتعليم، حاولوا من خلال مداخلاتهم على اختلافها وتنوّع مضامينها بسط محاور المؤتمر ومعالجتها بعقلانية، من أجل توضيح خطر التطرف، الذي تغلغل في أثنيات مجتمعية، وتصحيح بعض المفاهيم ومراجعتها، بحيث يمكن لها أن تساعد على إظهار التقارب، الذي يسعى البعض إلى تغييبه والتعتيم عليه.
كما دعت رئيسة الأكاديمية الجزائرية لاستحداث آليات وسبل للحد من خطر التطرف، وتفشّي خطاب الكراهية بين أوساط المجتمع، والذي لا يكون إلا من خلال تعزيز روح الوطنية، وروح الفعل الجماعي، وروح التعاون، مضيفة بأنّ هذه الروح ليست في حقيقتها معلومات تحفظ وحقائق تلقن، وإنما هي وعي يكتسب وسلوك إيجابي يمارس، واتجاه يتكوّن، ولا يتحقّق ذلك إلا بتضافر جهود جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية، في الحفاظ على الوحدة الوطنية والانسجام والتوافق المجتمعي بين أفراد الوطن الواحد، تقول الدكتورة نعيمة سعدية من جامعة محمد خيضر ببسكرة.
وأردفت محدّثتنا بأنّ المعركة القادمة معركة وعي، وعمق الإحساس بالانتماء، مع ضرورة تحفيز العمل التطوعي والفكر الجمعوي، بتعزيز دور الجمعيات، وربطها بالبيئة الاجتماعية، والتنشئة الجيدة لمواجهة مختلف أشكال الصراع الطائفي، من جهة، وإيجاد سبل حوار مؤسّس ومؤسّساتي بين الشباب ومؤسّسات الدولة، وضرورة تفعيل قانون تجريم خطاب الكراهية، وحتى التّطرّف من أجل الوحدة الترابية للوطن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024