«فسيلة» تكرم «السفيرة» حبيبة

نور الدين لعراجي

تكريس ثقافة الاعتراف بالآخر قيمة أخلاقية وأدبية لا يقوم بها إلا متشبع بأدبيات الحاضر متفتح على المستقبل، مستند ظهره على ماض حافل بالانجازات، هي ميزة قلما تجدها مكرسة في مجتمعاتنا العربية، بالرغم من أنها سلوك حضاري من المكرم إلى المحتفى به، خاصة الأحياء منهم قبل الأموات، لأن هذا الأخير ترك أثرا طيبا من خلال مسيرته الإبداعية، العلمية والأكاديمية وغيرها من المجالات الأخرى، ولأننا نتحدث عن الإبداع المعرفي والأدبي، يبقى هذا المجال استثناء لما له علاقة بالثقافة الجامعة والشاملة.
تكريم المبدع وهو على قيد الحياة والعطاء والإبداع.. فعلُ رقيّ ومحبّة يحتاج إليه كلُّ أديب من خلال الإبداع الخاص شعرا وكتابةً، نحن في حاجة ماسة إليه، فعندما دعيت خلال هذا الأسبوع إلى حفل تكريم الدكتورة والكاتبة حبيبة محمدي، ومنحها درع التمييز الثقافي من جمعية «فسيلة الثقافية» التي يرأسها الكاتب عبد الرزاق بوكبة.
تكريم المحتفى بها اعتراف بمسار مبدعة عرفتها طالبة في بداية التسعينيات من القرن الماضي، شاعرة وصاحبة رؤية فلسفية حين تتحدث، ورفيقة مرحلة من حياتنا الإبداعية في الصحافة الأدبية من خلال الكتابة والحضور، وهي القادمة من أقاصي الجلفة، لم تغرها المدينة المتصنعة، ولم تؤثر في سلوكياتها قيد أنملة، فبقيت وفية إلى جذورها ومسقط رأسها بسيدي نايل، بالرغم من مسارها وتخرجها من الجامعة، واشتغالها في العمل الدبلوماسي بقاهرة المعز دون اعتماد رسمي، فكانت خير سفيرة بالمركز الثقافي الجزائري هناك، لم تفشل وبقيت على عهدها إلى اليوم بتلك الروح المكافحة.
هي شاعرة حظيت بتكريم خارج الوطن كما في مصر، واختيرت الأمينة الوطنية لحركة «شعراء العالم» بالجرائر التي مقرها التشيلي، وممثلة بلدها لمهرجان بابل للفنون والثقافات، إلى جانب اشتغالها بالكتابة فهي أستاذة الفلسفة بالجامعة، فيما تبقى الكتابة بالنسبة لها ماهية وجود ومشروع حياة، وليستْ ترفًا أدبيًا وأنَّها رغم كلِّ الظروف والتحديات لا تزال تعيش من أجل الفعل الثقافي الجاد، فكل المحبة لفسيلة التي كرمت السفيرة حبيبة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024