تعزّزت سوق الفن التشكيلي بوهران برواق متخصص في الفن الخط العربي يعد الأول من نوعه على مستوى الوطن، بمبادرة للخطاط المشهور كور نور الدين ليكون فسحة في جماليات فن الخط العربي، ووجهة ثقافية جديدة لمحبي الفن التشكيلي.
ويعتبر هذا الفضاء المسمى بـ «رواق الفن كور» مكسبا لمدينة وهران التي تزخر بمؤهلات ثقافية هائلة، واستثمارا ثقافيا لتشجيع الإبداع في فن الخط العربي الذي يشهد نهضة في الجزائر وللترويج له، لاسيما وأن وهران مقبلة على ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة في صائفة 2022، حسبما أبرزه ذات الفنان.
وقال الخطاط كور الذي يحوز على تجربة تزيد عن 40 سنة في مجال الخط العربي «ليس هدفي من هذا الفضاء تحقيق الربح، وإنما شغفي بفن الخط العربي جعلني أخوض هذه المغامرة في عالم الفن البصري وسوق الفن بصفة عامة».
وجاء هذا الرواق الفني الكائن بحي «البدر» لتعزيز الأروقة الفنية والتي تظل قليلة جدا، بالمقارنة مع عدد الفنانين التشكيليين المحترفين، والعدد الكبير من الطلبة المتخرجين من مدارس الفنون الجميلة، والذين يحتاجون إلى قاعات لعرض وتسويق أعمالهم، كما أضاف ذات المصدر الذي أردف قائلا «إنّ التحدي الكبير الواجب رفعه هو إبراز فن الخط العربي في الجزائر الذي هو في تطور مستمر».
وتمّ اعتماد في هذا المرفق المنجز وفق مواصفات عالمية، ويتربّع على مساحة تتجاوز 220 متر مربع اللون الأبيض وقليل من الأحمر والرمادي، لإعطاء لمسة جميلة حتى تظهر ألوان اللوحات وتكون أكثر وضوحا للزائر، مع تقديم له شروحات وافية حول اللوحات المعروضة، وإرساء حوار ثقافي بصري بين مختلف المختصين، كما أشار ذات الفنان الذي ساعده ابنه كور أسامة محمد فوزي في تصميم الرواق.
وتزدان جدران هذا الرواق الذي يعد نموذجا في الاستثمار في القطاع الثقافة بصفة عامة والفنون البصرية خاصة، بأكثر من 70 لوحة حروفية من توقيع الخطاط كور نور الدين التي تنم عن مهارته الفنية في المجال، من خلال إدخال عليه تعديلات، حيث أنه زاوج بين الخط العربي والمدارس الفنية العالمية، لاسيما منها التكعيبية والتجريدية وكذا استخدام التدرج في الألوان، مع الحفاظ على العناصر الأساسية في تركيب لوحة حروفية.
وسيكون عرض اللوحات في هذا الرواق بصفة دائمة، مما سيجعل هذا الفضاء عبارة عن متحف متخصص في فن الخط العربي على حد تعبير كور نور الدين، كما سيفتح الرواق الذي يضم ورشة للرسم، أبوابه للفنانين التشكيليين المحترفين لعرض أعمالهم في الخط العربي والزخرفة والمنمنمات، ومساعدة الشباب بتقديم لوحات ذات جودة فنية، واستقبال طلبة الفنون الجميلة وتلاميذ المؤسسات التربوية، وحتى المتاحف للاطلاع على مستجدات الفن الخط العربي والعمل على تطوير هذا الفن الجميل، الذي ما فتئ يلقى اهتماما كبيرا من طرف الشباب الذين يقبلون على تعلمه وإتقانه.
للتذكير، سبق للخطّاط كور نور الدين أن شارك في أكثر من 60 معرضا فرديا وجماعيا في مختلف التظاهرات الثقافية داخل وخارج الوطن.