رفعت راية التّحدّي وأسمعت صوت الثّورة

سعيـداني يسلّــط الضّـوء حول النّخب في الحـــــرب التّحريريــــة

أمينة جابالله

  تتواصل بقصر الثقافة مفدي زكرياء اللّقاءات المخلّدة للذّكرى الـ 67 للثورة التحريرية المجيدة، حيث كان الموعد خلال الندوة الثانية مع الدكتور لخضر سعيداني الذي سلّط الضوء على «النّخب المثقّفة ودورها في الثّورة التّحريرية»، كاشفا في سياق مداخلته عن عدّة شخصيات لعبت دورا كبيرا خلال الحرب على اختلاف توجّهاتها الإيديولوجية وتكوينها السياسي.

 سعى الدكتور لخضر سعيداني إلى ذكر نماذج وطنية كان لها الفضل في إسماع صوت الثورة داخل وخارج الوطن، حيث عرج على فترة تحقيب تاريخي، كشف من خلالها عن ظهور النخب وفق ظروف معينة، حملت على عاتقها رفع راية التحدي وخوض فصول المجابهات ضد المستدمر المباشرة منها وغير المباشرة، والتي بنى عليها الدكتور المحاضر محاور مداخلته وهي على سبيل المثال لا للحصر، حمدان، خوجة، العنابي، أحمد ضربة..والتي قال عنها سعيداني بأنها تعاملت مع الوضع  السائد آنذاك بكل مسؤولية، وأخلطت حسابات المستعمر وجعلته يحسب لهم ألف حساب، بل وكان يغيّر في كل مرة أسلوبه مع الشعب، ومع كل تصعيد له كان يفاجأ بظهور شخصية جديدة  تنغص على الاستعمار الفرنسي الغاشم فترات كان يعتقد فيها بأنه المنتصر.
وفي ذات السياق، اعتبر الدكتور لخضر سعيداني أنّ مسألة حضور المثقف كانت قليلة مقارنة بالحضور العسكري، مشير إلى أنّ ظهور النخبة بدأ بمساعي حثيثة لشل قبضة الاحتلال الفرنسي، وعن ذلك استشهد بشخصية عمر راسم الذي قام بفتح جريدة «ذو الفقار» كوسيلة إعلامية مجابهة، إلى جانب حمدان لونيسي الذي كتب واعتمد على بعض مقالات عبد الحميد بن باديس كنوع من نشر الوعي والتصدي، إضافة إلى بن سماية الذي كان من بين الذين استقبلوا المفكر العربي محمد عبده في الجزائر المعروف بخطاباته المندّدة للهيمنة الاستعمارية.
كما تطرّق المتحدث في سياق مداخلته، على غرار ما سبق ذكره من شخصيات النخبة المثقفة إلى حركة صالح باي، التي تأسست على إثرها جمعية «الراشدية التوفيقية» التي كانت تريد أن تقدم عملا فكريا خالصا، وسعت من خلال عملها إلى توسيع أهدافها التي راجت على المستوى الداخلي والخارجيو وشكلت هي الأخرى مصدر خطر على الاستعمار الفرنسي.
وفي ذات الصدد، أشار الدكتور إلى شخصية محمد بن شنب الذي قدم بعض المخطوطات في مطبعة «فونتانا» والمطبعة «الثعالبية»، وترجم بعض المقالات من الفارسية إلى العربية، كما أصدر كتاب «الكلمات التركية» في المنطوق الجزائري، بالإضافة إلى مقالات حول التراث الجزائري الذي نشرها في المجلة الإفريقية.
كما عرج الدكتور من خلال استعراضه إلى دور النخبة في الثورة التحريرية إلى أسماء أخرى كالأمير خالد حفيد مؤسّس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر بن محيي الدين، الذي أرجع الكثير من المؤرّخين أن فترته شهدت ظهور الكثير من النخبة، التي كان لها عدة مطالب من بينها المساواة بين الشعب الجزائري وبين المستوطنين الفرنسيين، كما ذكر أيضا مصالي الحاج الذي قدّم برنامجا استقلاليا خالصا، وهذا قبل أن تدخل الجزائر إلى فترة إصلاح شامل، ومن بين الأسماء التي صنفها المحاضر من ضمن النخبة أبو اليقظان الذي يعتبر ـ بحسب المتحدث ـ الأب الروحي للإعلام الجزائري الذي واجه التعنت الفرنسي بسلاح القلم الهادف، والذي كان يلهم الجماهير الجزائرية ويحثها على التحدي وعدم الرضوخ إلى العدو.
ومن جملة الشخصيات النخبوية التي شكلت حلقة التحدي والتصدي للاحتلال الغاشم، والتي أشار إليها الدكتور سعيداني، عبان رمضان، العربي بن مهيدي، مصطفى لونيسي صاحب مذكّرات «سيرة أحد الناجين»، محمد صغير نقاش، زهرة ظريف بيطاط، حسيبة بن بوعلي، سي حسان وزهير إحدادن ..
كما آثر المحاضر الحديث عن أصدقاء الثّورة، على غرار بيار شولي وزوجته كلودي، انري علاق الذي ألقي عليه القبض في بيت موريس أودان صاحب «كتاب الاستنشاق» الذي قدّم فيه ما يحدث في السجون الفرنسية، والذي أثار ضجة كبيرة حيث فضح المنظومة الاستعمارية، إضافة إلى كل من الدكتور الفرنسي فرناس جونسون الذي أسس شبكة ضمت 300 عضو من مختلف الجنسيات، كانت تقوم بجمع الأموال لصالح الثورة الجزائرية، وبول سارتر، واندريكو ماتي الإيطالي الذي أسّس جريدة «جورنو» التي كانت تتحدّث باهتمام عن الثورة التحريرية المجيدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024