كرّس حياته للكتابة والحفاظ على التّراث

خليفـة بـــن عمارة..أيقونـة تغـادر عـــالم الأدب

النعامة: سعيدي محمد أمين

  يعتبر الكاتب والباحث بن عمارة خليفة، الذي وافته المنية الأربعاء المنصرم عن عمر يناهز 74 سنة بعد مرض عضال، من الشخصيات التاريخية والأدبية بمنطقة عين الصفراء، حيث يعد من أكبر الكتّاب والمؤرّخين بالجزائر عامة، واسم لامع في الأدب الجزائري بولاية النعامة، ولد سنة 1947 بالعين الصفراء التي زاول بها دراسته الابتدائية بثكنة تابعة للمستعمر الفرنسي، ليواصل دراسته الثانوية سنة 1959 بمعسكر، ولأنّه كان يتابع الأحداث المحلية والتطورات الحاصلة آنذاك عمل على تدوينها في دفتر خاص به.

 التحق الأديب بن عمارة خليفة بصفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية من سنة 1960 إلى 1970، كتب أول مسرحية له بعنوان «قضية عادلة» لتكون بداية لدخوله عالم الأدب، الذي تكلّل بـ 12 عملا أدبيا باللغة الفرنسية، تنوّع بين الرواية والقصة والدراسات التاريخية، منها رواية «الانسلاخ» سنة 1985، «الكلمة المخنوقة» سنة 1990..ليتخصّص بعدها في البحث والتنقيب عن تاريخ المنطقة بداية من «السيرة البوبكرية» سنة 2002 إلى «الفتوحات الإسلامية» سنة 2002، ثم «الحلم والملك» سنة 2003 و»يوميات ثائر» سنة 2005..
وخلال مشواره الأدبي، عمل عمارة بن خليفة على البحث عن شخصيتين تاريخيتين بالمنطقة، هما إيزابيل إيبرهارت والشيخ بوعمامة، فأصدر سنة 2008 كتاب «إيزابيل إيبرهارت» و»الجزائر»، كما قدّم لمحة حول التنوع الثقافي والبيولوجي لمنطقة العين الصفراء، وآخر إصدار كان سنة 2014 عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان «قصص من الجنوب». خليفة بن عمارة كرّس حياته للكتابة ونشر العلم والحفاظ على التراث من الضياع، حتى وهو طريح الفراش بمنزله بمدينة العين الصفراء، وقد كتب عنه الأستاذ بوزرواطة محمد في شهادته بعنوان «الكاتب بن عمارة خليفة: هاجس البحث، وضريبة الكتابة»، مؤكّدا أنّه كان دائما منغمساً في أبحاثه وتنقيباته، وسخَّر جهده وكل حواسه للكتابة والبحث التاريخي، أما الأستاذ بوداود عمير، والذي ترجم للكاتب عدة أعمال أدبية من الفرنسية إلى العربية، فقد اعتبر خليفة بن عمارة قامة من القامات الأدبية السامقة في مدينة العين الصفراء وولاية النعامة والجزائر عموما، حيث كرّس حياته وجهده ووقته من أجل عالم القراءة والكتابة والبحث، مشيرا إلى أنّ بن عمارة كان حريصا في كتاباته وأبحاثه على أمرين اثنين: الأول أن يكرّس جهوده للبحث والتنقيب في منطقته ومنطقة الجنوب الغربي الجزائري عموما، وأضاف عمير أنّه عندما سأله عن سر اهتمامه بتاريخ المنطقة، قال «توجّهت صوب الدراسات التّاريخية، حتى وإن كنت لا أعتبر نفسي متخصّصا كمؤرخ، غير أن هاجسي المركزي كان يتمثل أساسا في محاولة إنقاذ التّاريخ»، أما الأمر الثاني الذي كان خليفة بن عمارة حريصا عليه أشد الحرص، بحسب شهادة بوداود عمير هو أن تصدر كتبه باللغة العربية، حتى يتمكّن الشباب من الاطلاع عليها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024