ناقش مجموعة من الأساتذة والأكاديميين والطلبة المشاركين في اللقاء الختامي للطبعتين الأولى والثانية من مشروع القراءة عبر تطبيق تلغرام، الذي أطلقته جمعية فكر للعلوم بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد التجاني بورقلة، ما تطرحه التكنولوجيا واستخداماتها في فائدة تنمية المهارات الذاتية وتطويرها.
أجمع المتدخلون على أهمية ما نقف عليه اليوم من تحوّلات كبيرة، مسّت عاداتنا اليومية وأضحت تستدعي في الوقت ذاته، ضرورة الانفتاح على التكنولوجيا بشكل إيجابي، من خلال استغلالها في تطوير الفرد والمجتمع.
وحسب ما أكد عليه القائمون على هذا المشروع الذي تبنته جمعية فكر للعلوم، فقد انطلق من فكرة استغلال التكنولوجيا في خدمة تنمية مهارات القراءة والمطالعة، حيث يمكن لكل مشارك، قراءة 10 صفحات يوميا من كتاب من الكتب التي تم التصويت عليها بأكبر نسبة من طرف الأعضاء المنخرطين في مجموعة افتراضية على تطبيق التلغرام ويتمّ مناقشة الصفحات المقروءة باستضافة أحد الأساتذة في مجال الكتاب وعند الانتهاء من قراءة الكتاب، يقوم المشاركون باجتياز اختبار فيه ليستلم في الأخير المشاركون شهادات وجوائز قيمة للفائزين.
وقد حازت على المرتبة الأولى القارئة كوثر ساسي لتليها في المرتبة الثانية وفاء بوفنيك والقارئة سكينة شتيوي في المرتبة الثالثة، واستطاعت الجمعية، خلال الطبعتين الأولى والثانية اكتساب حوالي 100 قارئ، تمكنوا من قراءة ستة كتب في الطبعة الأولى وستة كتب في الطبعة الثانية بالعودة إلى ما ذكره في حديث لـ»الشعب» رئيس الجمعية جمال بن منين.
وبهذا الصدد، أكد الدكتور الحبيب مشري الذي شارك في مناقشة بعض الكتب، أن هذا المشروع الذي نشّط المطالعة في ظرف صعب عن طريق وسيلة جد فعالة، استطاع أن يحرّك المياه الراكدة وهو ما توضّح من خلال التفاعل الذي لاقته المداخلات والتي أثارت العديد من الأفكار والآراء، مؤكدا أن المطالعة ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتكوين العقل النقدي لدى القارئ، ومعتبرا في الوقت نفسه أن الهدف المتوخى من المشروع أساسا هو استغلال التكنولوجيا في مجال ايجابي يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.
من جانبه، قال الأستاذ بشير مزاري أن المطالعة الافتراضية في ظلّ الجائحة كانت حتمية، مشيرا إلى أن القراءة النوعية أيضا، تستوجب استعمال التكنولوجيا استعمالا حسنا.
وفي تدخلها أبرزت طالبة الدكتوراه عويسات مسعودة وهي عضو في المجموعة أن جائحة كورونا، غيّرت واقعنا الاجتماعي لذلك كان التحوّل بالمطالعة والقراءة نحو الافتراضي أمرا حتميا، إلا أن التحفيز على ذلك من خلال مشروع جمعية فكر للعلوم، يعتبر انجازا بطابع خاص لأن الكل بحاجة للقراءة، خاصة وأننا مازلنا بعيدين عن استغلال التكنولوجيا في المجال العلمي وتطوير المهارات الذاتية حسبها، لذلك فإن هذه المبادرة شكلت خطوة مهمة نحو طريق التغلغل في التكنولوجيا بالاستفادة مما تتيحه من فرص للتعلم.
يذكر أن هذا المشروع الذي كان بمساهمة أساتذة وطلبة وناشطين جمعويين ومثقفين، خرج في الحفل الختامي للطبعة الأولى والثانية بمجموعة من التوصيات، كان أهمها التأكيد على ضرورة اقتحام هذا المجال الذي أضحى حقيقة وواقعا في العديد من الميادين، على غرار أسلوب التعليم الافتراضي في الجامعة، وبالتالي فإن المطالعة الافتراضية شيء لا بد منه.
بالإضافة إلى الدعوة إلى دراسة التحديات والفرص التي تحققها المطالعة عبر وسائط التواصل الاجتماعي والعمل جميعا من أجل تطوير هذه الفكرة، هذا وتجدر الإشارة إلى أن الطبعات القادمة، ستحمل معها الجديد سواء من حيث الفئات والاختصاصات وحتى العناوين حسب القائمين على المشروع.