باحثة طموحة لا تعرف الملل، ترى في البحث الأكاديمي محكا للحقيقة، تجد الأمل في الجيل الجديد رغم كل التحديات التي يواجهها في زمن الأرق، قارئة تجعل الاستراحة بين الكلمة والجملة كتابا للمتعة، إعلامية جريئة ومتفائلة، من الشخصيات النسوية الناشطة في التظاهرات الثقافية والفكرية، إنّها الباحثة “نريمان كوسة”.
- «الشعب”: من هيّ نريمان كوسة؟
الباحثة نريمان كوسة: أوّلًا ممتنّة كثيرا لهذه الاستضافة الحواريّة، نريمان شابّة عشرينيّة جزائريّة، ساعيّة لتحقيق الفعل الثثقّف، باحثة دكتوراليّة بجامعة معسكر تخصّص: فلسفة وتواصل، إعلاميّة بقنوات إلكترونيّة ومقدّمة تظاهرات ثقافيّة وفكريّة، مدرّبة في عدّة مجالات للكبار والصّغار، ناشطة جمعويّة.
- هل ستوفّقين في بناء جسر بين تخصّصي: الفلسفة والإعلام؟
طبعًا، هذا هو الهدف المرجوّ بلوغه، لنتّفق أوّلًا أنّ لكلّ تخصّصٍ أو عِلمٍ فلسفته الخاصّة، وأنا أؤمن بشدة بفلسفتي “الحياة والفِعل” على حدّ سواء، هما فلسفتان جديرتان بأن تدعانني أوطّد العلاقة بينهما وبين الإعلام أو غيره من التّخصّصات الأخرى، وخير دليل أنّني اشتغلت في مذكرة الماستر على موضوع يزاوج بين التخصصين، موضوع عالجتُ فيه سمات الثقافة في الإعلام المعاصر من منظور الفيلسوف جيل ليبوفتسكي، وبإذن الله مشروعي في الدكتوراه سيكون معمّقا أكثر في تحقيق هذه العلاقة، وغير هذا نحن أصلًا نعيش بالتفلسف على حدّ تعبير الفيلسوف:«جان غرايش”ونمارس في اليومي التفلسف. وللاشارة من لا يمارس الفلسفة التطبيقيّة هذه الأيام، فهو يعيش في برج الأوهام.
- تخصّصك في الماستر كان فلسفة تطبيقيّة، لماذا غيّرتِ الوجهة في الدكتوراه إلى الفلسفة والتواصل؟
أنا من طبعي أحبّ الاستكشاف والاطّلاع عن كلّ ما هوّ جديد، لم أغيّر التّخصّص فقط، بل غيّرتُ الجامعة أيضًا، وبالحديث عن التواصل ارتأيت أنّنا بحاجة ماسّة لطرح إشكالات تواصليّة اليوم، ومحاولة إيجاد حلول قويمة لها، نحن نعاني تمزّقًا اتصاليًّا وتواصليًّا في عصرنا الراهن، نحن بحاجة ماسّة إلى التفقّه في أسس الحوار للحدّ من الحروب بكلّ أنواعها بما فيها: الأخلاقيّة والثقافيّة والإعلاميّة وحتى البيولوجيّة.
- ما رأيكِ في فكرة التّأليف، ألا تفكّرين في إصدار مولود فلسفيّ أو روائي قريبًا؟
أنا شغوفة بالكتابة منذ صغري، والتّأليف هو مشروع مستقبليّ، لكن حاليًّا لا أرى نفسي أهلًا، لذلك فأنا منشغلة بالمقالات العلميّة والمداخلات أوّلًا، وحسب منظوري الخاص التأليف الدّسم لا يأتي إلّا بعد قراءات لا متناهيّة هكذا كانت قصص الفلاسفة العِظام في التأليف بخاصّة في مجالنا، أنا لا أكتب كي أكتب ولا أدوّن ما يجول في خاطري وأصدره للعامّة، بل إصداراتي ستكون مستقبلًا لمعالجة قضايا اجتماعية مختلفة.
- ماذا تقولين للشباب الواعد؟
رسالتي الأبديّة، الثقة بالله وبالنفس والقراءة ثم القراءة فإنّها تغيّر الأفكار وتفتح آفاقا لا محدوديّة لها، وأن لا يحتويكم التّشاؤم فهو عدوّ لذوذ للحياة برُمّتها، حاولوا الابتعاد عن الأوساط التي تطفئ شغفكم، واصنعوا عالمكم الخاص، أمّا عن قضيّة الأبواب المغلقة في الوجوه، علينا أن نأخذ بهذه القاعدة: “التوفيق من عند الله وحاجة ما تجي بالسّاهل”.