رواد الحرف في جلسة احتفاء بنوفمبر

ندوات وقراءات شعرية في «صالون نادية الأدبي»

عنابة: هدى بوعطيح

شهدت ساحة الثورة بعنابة جلسة أدبية، جمعت رواد الحرف والكلمة المعبرة من مختلف جهات الوطن، ليلتقي نخبة من القامات السامقة تحت سقف «صالون نادية الأدبي»، الذي يعود من جديد إلى جمهوره بعد غياب لفترة معينة بسبب جائحة كوفيد 19، التي أجبرت الثقافة على أن تسدل ستارها إلى إشعار آخر.
يعود «صالون نادية» بقوة ليفتح أبوابه في عدده الجديد أمام عشاق الكلمة، الذين اجتمعوا بساحة الثورة، احتفاء بثورة نوفمبر المجيدة، للاستمتاع بما جادت به قريحة شعراء الجزائر الذين كانوا في الموعد، لإثراء الجلسة بندوات قيمة وقراءات شعرية كان لها الصدى وسط الجمهور الحاضر، على غرار الشاعر عبد العزير غرمول الذي قدم ندوة حول «ثورة الأدب» مشير إلى أن الثقافة الجزائرية القديمة بدأت جذورها بين عنابة وسوق اهراس وتبسة، وبدوره تفطن إلى الديناميكية الثقافية الموجودة بهذه المدينة منذ كان على رأس اتحاد الكتاب الجزائريين، ليشجع الكثير من كتابها، على اعتبار أنهم شكلوا في تلك الفترة القاطرة التي كانت تجر الثقافة الجزائرية ككل، وبأنه على علم بأن مثقفيها الآن بإمكانهم إحداث الفارق أيضا، كون بونة لديها مفكرين ومبدعين وإن كان بعضهم يعيشون على الهامش، إلا أن لهم تأثير كبير على الثقافة الجزائرية.
وتحدث غرمول في جلسته الأدبية حين ظهرت قوة جديدة داخل المجتمع غير معلن عنها، وهي القوة الإبداعية بحسب المتحدث، مشيرا إلى أنه في سنة 1926، تشكلت النواة السياسة الأولى من طرف بعض المثقفين، وفي 1936 تشكل التيار الثقافي القوي داخل هذا البلد، الذي كان السبب في توعية الجزائريين بالحرية، وقال بأنه منذ ذلك التاريخ إلى غاية أحداث 8 ماي 1945 تشكلت الثقافة الثورية داخل عقول الجزائريين، ومنها انطلقت الأحزاب والتيارات السياسية والنقابات والجمعيات بفضل رجال عملوا على بلورة الوعي الثقافي والسياسي، والوعي بضرورة تحرير الأمة من الاستعمار الفرنسي الذي تمكّن من قمع الجزائريين، لكنه لم يتمكن من قمع أفكارهم.
وأكد عبد العزيز غرمول، على أنه كانت هناك ثورة داخل الإبداع والفكر الجزائري، الذي ساهم في انطلاق الثورة التحريرية وبلورة فكرة الحرية والاستقلال، مشيرا إلى أنه وعلى مدار ما يقارب 65 سنة كان التركيز على أدب يصف الثورة، ولم يتمّ التركيز والتفكير حتى الآن في ما أحدثه الأدب في الذهنية الجزائرية التي أصبحت ثورية، وأفاد بأن الجزائر بما لها من إمكانيات بشرية وفكرية، مرشّحة لأن تكون من بين البلدان التي تحمل مشروع ثقافي وفكري ومعرفي كبير، مؤكدا في سياق حديثه إلى أنهم إلى غاية الآن لم يتمكنوا من جمع هذه النخبة.
كما كانت هناك مداخلات لمثقفين آخرين منهم الكاتب بوعلام رمضان الذي تحدث عن كتابه «أنوار.. في ليل كورونا» الصادر عن دار بهاء الدين لحكيم بحري، حيث أطلع الحضور على واقع الطبع والترويج للكتاب في الجزائر، وشهد صالون نادية قراءات شعرية لنخبة من الكتاب على غرار مصطفى حمدان ممثل السفارة الفلسطينية، ناهيك عن تكريم الشاعر الفلسطيني فصيح مقران الذي أثنى على هذه المبادرة التي ترسخ موقف الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024