الدكتور عمار بلخوجة يقدّم من دار عبد اللطيف 

«الأمير عبد القادر..اعترافات الأعداء والأصدقاء»

أمينة جابالله

 استهلّت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدارعبد اللطيف، أول أمس، الموسم الثقافي الجديد بمحاضرة «الأمير عبد القادر..اعترافات الأعداء والأصدقاء»، نشّطها الدكتور عمار بلخوجة، التي كانت متبوعة بنقاش حول حيثيات مضمون الاعترافات والتصريحات والشهادات التاريخية لجملة من شخصيات سياسية وعسكرية وعلمية جمعتها مع مؤسّس الدولة الجزائرية، كما تمّ على هامش المناسبة بيع بالإهداء لكتب الدكتور عمار بلخوجة.
 استعرض الدكتور والصحفي والمؤرخ، وعضو مؤسّس لمؤسسة الأمير عبد القادر عمار بلخوجة في المحاضرة شهادات تاريخية وتصريحات على شكل اعترافات دقيقة مفصلة لشخصيات سياسية وعسكرية وعلمية، جمعتها عدة مواقف برائد المقاومة الشعبية ومؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر ابن محي الدين.
وفي ذات السياق، قال المحاضر الدكتور عمار بلخوجة، إنّ جل الشّهادات والأقوال التي جاءت على لسان كلا من أصدقاء وأعداء القائد السياسي المحنك والمتصوّف الزاهد الأمير عبد القادر، كانت تشيد بنبل أخلاقه ورجاحة عقله ورحابة صدره، التي تعد من بين أبرز مكوّنات شخصيته المميّزة، التي استطاع عن طريقها استنطاق كلمة الحق بالحق، وجعل ألسنة عدة أسماء معروفة بكرهها وبغضها وعدائها للمبادئ الثابتة للدولة الجزائرية تعترف بحكمة الأمير وحسن إدارته وقيادته للمجتمع الجزائري، الذي كان عصيّا على كل المزاعم والاستفزازات والحروب التي قهرتها أصالة شعب متشبّع بتعاليم الدين الإسلامي، وسكنت دماؤه مبادئ الروح الوطنية.
ذكر الدكتور عمار بلخوجة في فقرة استعراضه لاعترافات الأعداء، المناوئة للأمير عبد القادر جملة من الأسماء لشخصيات تاريخية معروفة بمقتها للجزائر، شعبا وأرضا وتاريخا، من بينهم اعترافات السفاح الفرنسي «توماس روبير بيجو» وصف فيها  الأمير عبد القادر بالذكي والدبلوماسي الرزين، نظرا لأخلاقه الحميدة ورجاحة مواقفه وآرائه السديدة العادلة في كل مسألة تُطرح عليه، أما صاحب الاعتراف الثاني، فهو للعدو «جاك فريمون» الكاتب الصحفي، وهو الصديق المقرّب لبيجو، الذي ما إن وطأت قدمه أرض الجزائر، راهن على تحويل الشعب الجزائري المسلم إلى مسيحي خلال عام واحد، ومن جملة ما ذكره عن مزايا الأمير بأنه ذو هيبة وورع وصاحب حجج مقنعة، أما «لوي فويو» وهو اسم الشخصية التي انبهرت بفروسية الأمير عبد القادر، وكان من أشد الملاحظين والمتتبّعين لطريقة تعامله مع الرعية، حيث لم يجد ثغرة سلبية من شأنها أن تسمح له بالتسلل إلى إضعاف هذا الجدار المنيع حتى لو مات وهو يحاول.
كما عرج في نفس السياق، باختصار شديد نظرا لضيق وقت اللقاء، على غرار اعترافات الأصدقاء  إلى اعترافات «أدولف آل دينزان»، الذي قال عن الأمير بأنه كان يجذب السامعين إليه ببساطة كلماته وثقافته الدينية الواسعة التي خولته أن يكون مفسرا بارعا للقرآن الكريم، إلى جانب اعترافات «جاك بارك» الشخصية التي عظمت في عينه درجة الوعي والصرامة والقوة في الخطاب التي كان يتميز بها مؤسّس الدولة الجزائرية.
أشار المتحدّث في نافلة اللقاء إلى الخصال الروحية والمعنوية والثقافية للأمير عبد القادر، الذي أثار ضجة كبيرة وسط أكبر القادة العسكريين والجنرالات الفرنسيين، لاسيما الشخصيات السياسية، الذين انبهروا بشخصية نجل ابن محي الدين، ذلك الفارس الشجاع  الذي أخذ زمام الريادة في المقاومة الشعبية وهو لم يتجاوز 26 سنة، وأثبت جدارته في حربه ضد الاحتلال، التي بالرغم من أنها أربكت غطرسة العدو وأفسدت عليه طعم الانتصار في كل محاولاته الفاشلة، إلا أن هناك تفاصيل لم تتناولها الأقلام حول حياة الأمير الثقافية والتاريخية لم تأخذ حقها من التاريخ بعد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024