اختتمت، الخميس، فعاليات المؤتمر الإقليمي لأمن مواقع التراث الثقافي، الذي نظمه كل من وزارة الثقافة والفنون وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر. وتواصلت أشغال المؤتمر أربعة أيام، حاول فيها واحد وعشرون إطارا من وزارة الثقافة ومسؤولون من دول شمال أفريقية، التفكير في سبل العمل المشترك للمحافظة على مواقع الجزائر الأثرية الغنية وآثارها للأجيال القادمة.
نظم كل من وزارة الثقافة والفنون وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، مؤتمرا إقليميا لأمن مواقع التراث الثقافي، انعقدت فعالياته (افتراضيا) بين الرابع والسابع أكتوبر، وشهد مشاركة واحد وعشرين مسؤولا من وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، بالإضافة إلى 16 مسؤولا من وزارات الثقافة في كل من ليبيا، تونس ومصر، حاولوا الإجابة عن السؤال المحوري الذي كان في قلب النقاش خلال المؤتمر وهو: «كيف يمكننا العمل معا للمحافظة على مواقع الجزائر الأثرية الغنية وآثارها للأجيال القادمة؟»... وكان من المزمع إجراء المؤتمر بحضور المشاركين شخصيا، غير أنه تم تغييره إلى مؤتمر افتراضي بسبب اعتبارات خاصة بوباء كوفيد-19.
وبحسب بيان سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، الذي حصلنا على نسخة منه، فإن هذا المؤتمر يمثل «انطلاق حملة توعية عمومية حول أهمية حماية مواقع التراث الثقافي الجزائري».
وقدم خبراء في المجال من «دائرة المتنزهات الوطنية ومكتب إدارة الأراضي وفريق مكافحة جرائم الفن التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي والأمن الداخلي عروضًا تقديمية في المؤتمر، بالإضافة إلى خبراء جزائريين» من المتحف الوطني الجزائري للآثار، المتحف الوطني الجزائري البحري، المحمية الوطنية للأهقار والديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية (OGEBC)، يقول ذات المصدر. مضيفا، أن المشاركين انخرطوا في «نقاشات تفاعلية حول أفضل الممارسات للحفاظ على مواقع التراث الثقافي». وفيما اعتبر سعدان عيادي، مدير التعاون بوزارة الثقافة والفنون، بأن حماية الممتلكات الثقافية هو أولوية بالنسبة للجزائر، عبّر القائم بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، غوثام رانا، في كلمته الافتتاحية، عن أمله - من خلال هذا المؤتمر - في التفكير معا في «طرق جديدة لحماية تراثنا الثقافي المشترك».
يذكر، أن هذا المؤتمر يمثل جزءًا من مذكرة تفاهم موقعة في 2019 بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، حول حماية الممتلكات الثقافية ومكافحة النهب. وفي إطار اتفاقية تطبيق مذكرة التفاهم، «تبرّعت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا، بمعدات إلى موقع التراث الثقافي بتيبازة»، من ضمنها أعمدة إنارة حول المسرح الروماني، وكاميرات خارجية لمراقبة الأنحاء، بالإضافة إلى نظام لاسلكي للكشف عن الحرائق للمتحف.
كما «تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل وثيق مع الجزائر في مشاريع الحفاظ على التراث الثقافي، بما في ذلك الآثار الرومانية في جميلة والفسيفساء في متحف الآثار»، يضيف ذات البيان.
وكانت نهاية جويلية الماضي قد شهدت إطلاق مشروع تعاون جزائري- أمريكي لترميم عدد من الفسيفساء الرومانية المتواجدة بالمتحف الوطني العمومي للآثار والفنون الإسلامية، وذلك تحت إشراف وزيرة الثقافة والفنون ومساعد وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته للجزائر.
واعتبرت وزيرة الثقافة والفنون حينها، أن هذا المشروع «يعبّر عن الرغبة الملحة للطرفين في التنسيق الدائم للتعاون الثقافي عامة وتبادل المعلومات التي تخص حماية الممتلكات الثقافية» للبلدين.
ويدخل المشروع في إطار أهداف مذكرة التفاهم الموقعة في 2019 بين البلدين، والمتعلقة بفرض قيود استيراد بعض الممتلكات الثقافية التي جاءت في سياق اتفاقية اليونسكو لعام 1970 بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة.
ومن المشاريع الأخرى التي اتفق الطرفان على إنجازها، نذكر «إنشاء استراتيجية عالمية لجرد الوثائق والمجموعات المتواجدة في المتاحف والمكتبات الجزائرية وتوثيقها ورقمنتها، بالتعاون مع المكتبة الرقمية الأمريكية للشرق الأوسط»، وكذا مشروع «تنفيذ برنامج البحوث والدراسات والأعمال لترميم ضريح إيمدغاسن (النوميدي بباتنة) تحت إشراف الصندوق العالمي للآثار».