يبدو أن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى مسارحنا، إثر فترة «الجفاف والقحط» الطويلة التي عرفتها جرّاء الأزمة الصحية.. فبعد إعلان المسرح الوطني الجزائري انطلاق العمل على مسرحية مقتبسة عن رواية «ليليات رمادة» لواسيني الأعرج، ها هو مسرح قسنطينة الجهوي يحتضن، يوم السبت المقبل، العرض الشرفي لمسرحية «المهرج» من تأليف وإخراج الشاب وليد عبد اللاهي.
يحتضن مسرح قسنطينة الجهوي، السبت المقبل، العرض الشرفي لمسرحية «المهرج»، التي ألفها ويخرجها وليد عبد اللاهي، وأداء الثنائي محمد بريك شاوش وفريد غالم، ونتاج دعم صندوق تطوير الفنون وترقيتها بوزارة الثقافة.
مسرحية «المهرج» ثنائي مسرحي بين «شبه مخرج» ومهرج شاب، يلتقيان في محطة قطار «مهترئة» ومعزولة عن المدينة.. وينتظران قدوم القطار: هل سيأتي القطار حقيقة؟ ومن سيركبه أولا؟ ماذا نقصد بالقطار والمحطة؟ وإلى أين يتجهان؟ ومن يكون هذا المهرج؟ أسئلة يتضمن العرض الإجابة عنها.
وتتطرق المسرحية إلى تلك الحالة حينما يتجرد الفنان من إنسانيته، فيصبح دون ضمير، «وحبل كذبه مع الأيام يصبح هشا»، يقول لنا مخرج المسرحية، الذي يعطي مثالا بالألقاب الجامعية، فـ «الدكتوراه الحقيقية هي ما تنتجه في الميدان وما تضيفه إلى الفن الذي تمارسه.. وليس لقبا تتشدق به»، يقول ذات المصدر، مضيفا: «مسرحية المهرج كشفت عورات أشباه المخرجين المتملقين، هو عمل كوميدي ساخر يطرح لنا الكثير من الإشكاليات الموجودة في الوسط الفني المتعفن وحتى الإعلامي».
وعندما يتغلب الأنا على الإنسان يصبح شخصا عدوانيا يحب نفسه ويؤذي الغير بأي طريقة، ولا يهمه سوى نجاحه حتى على حساب الآخرين والتنازل عن مبادئه وكرامته.. لذا أريدَ لهذه المسرحية أن تكون «محاكمة بين المسرح والمسرحي: ماذا قدمنا وما الذي سنقدمه حقا؟»
للتذكير، وليد عبد اللاهي كاتب ومخرج مسرحي شاب (27 سنة) كما اشتغل في الصحافة وإعداد وتقديم البرامج. دخل عالم الفن وسنه لا يتجاوز 14 سنة، وانخرط في جمعيات مسرحية، وكانت المسرحية للأطفال «عائلة الأدوات» أول تجربة كتابية وإخراجية له في المسرح وسنه حينها 18 سنة. أما مسرحية «نون» فهو أول نص مسرحي للكبار قام بكتابته سنة 2014، وحاز على العديد من الجوائز، إلى حين إطلاق مسرحية «براغيث» التي حصدت بدورها الكثير من الجوائز خاصة الدولية.