عبر حيثيات مختصرة من العمل الأدبي الموسوم بـرواية « إعدام القيود» سجلت أحداثه الكاتبة اليافعة نصيرة عرفي، سنحاول الغوص في أبجديات رحلة التحدي المستمرة لكل واحد منا في خوض غمار معترك الحياة التي هي في الأصل من صنع الإنسان،هذا الإنسان الذي على الرغم من ضعفه أحيانا على مواجهة المشاكل وعدم قدرته على التوصل إلى الحلول المناسبة، إلا أنه حينما يتعثر سيجد نفسه مجبر على تقصي سبل الخلاص، حتى و إن تمكنت منه رياح اليأس ونالت منه سهام الاستسلام.
إعدام القيود رواية قصيرة اجتماعية تحفيزية صادرة عن دار لوتس للنشر الحر وهي نتاج المسابقة الدولية للرواية القصيرة بمصر حيث حازت على المرتبة 20 عربيا تحتوي على 71 صفحة تتناول موضوع السعي للوصول إلى المبتغى وإعدام العوائق.
تضمنت أحداث الرواية قصتين، الأولى تروي قصة فتاة تمكنت من رسم طريق لها ولمرادها رغم الحواجز، أما الثانية فتناولت قصة فتاة استسلمت لسندان اليأس ومطرقة الأحزان، وبأسلوب ممتع ومشوق سارت مجريات القصتين، وبلغة بسيطة حملت جانبا كبيرا من جماليات اللغة، بنت الكاتبة أفكار العمل الذي وقف على الزوايا المختلفة لقضية السعي إلى الأهداف المروية في قصة الفتاة صاحبة القصة الأولى، في حين وقف على الجانب المظلم المتمثل في التصرف السلبي الذي سلكته صاحبة القصة الثانية.
اعتمدت الكاتبة نصيرة عرفي في ختام رواية « إعدام القيود » إلى إدراج التكامل بين القصتين، محاولة بذلك شد انتباه القارئ إلى نقاط القوة الكامنة في أدبيات التحدي المتوفرة في بطلة القصة الأولى، التي بدورها طغت على هاجس التردد و الانكسار الذي لازم بطلة القصة الثانية وجعلها مشروع تحد جديد بعدما كانت بالأمس القريب رهينة قيود الاستسلام.
مقتطف من الرواية
-مرت الأيام و الليالي السوداء و حياتي أصبحت دون ألوان، كانت مذكرتي مأنستي الوحيدة آنذاك، كنت أدون فيها ضجيج مجتمعي الظالم وأرسم ملامح مجرة صمت الحروف، لكن حتى هذا لم يف بالغرض وظل الألم رفيقي الوحيد الذي لم يغدر بي لحد الساعة.
- ألف ولام الآلام زرعت فجوة داخلي واتخذت من جوفي مقرا لها،ترعرعت وسلبت كل مافي أحشائي من سعادة وإستبدلتها بخذلان ممن أسميتهم والدي، ترى هل لتاء الفتاة ان تنقذني من هالة الدمار التي أنا فيها أم هل ستضاعف ألامي وأتراحي؟
-»لقد أكل الدهر وشرب على أحلامي وطواها الشفق في الأفق البعيد، سكن جوفي ألم لن ينقشع ضبابه وحلت بي دهياء،إنسحبت لها دموعي وأبت أن تجف يوما».
-أصبحت سجينة لا سجينة القضبان بل سجينة الحياة، لم أكن مقيدة بالأغلال الفولاذية، بل بشخص يدعى والدي، هو من كبل كلتا يداي وحرمني من السعي خلف أحلامي، ظللت كتلك اليتيمة التي طول الدهر حزينة على فراق أهلها لكنني كنت مثلها نختلف فقط أنهم لا زالوا على قيد الحياة، كنت أقضي النهار بطوله و الليل بوجعه بين جدران أربع، إلا أن حان ذاك اليوم الذي خرجت فيه من غرفتي ولامس شعاع الشمس بشرتي التي كانت كحبة ليمون قطفت منذ ألف سنة.
تجدر الإشارة، إلى أن الكاتبة نصيرة عرفي، طالبة جامعية ماستر2 لسانيات عربية من مواليد 1999 مؤلفة إعدام القيود بمصر ومشاركة بكتب جامعة بمصر والاردن، شاركت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمصر و معرض الدار البيضاء بالمغرب،مشرفة الكتاب الجامع على أوتار الزمن وكتاب أبانوس.