النّاقد رفيق جلول يلج «سرّ البيت المفتوح» ويؤكّد:

سعدي صباح نموذج إبداعي لمفهوم محنة الكتابة والإيحاء

نور الدين لعراجي

 اعتبر النّاقد رفيق جلول أنّ نصوص القاص سعدي صباح من خلال مجموعته القصصية «سر البيت المفتوح» هي إبداعات سردية بعناوينها مستوحاة من رحم المقدّس برمزيّة تزيد من حدّة الإبداع، فهو يفتح البيت أي بيت الإبداع ليكشف عن سرّ الإنسان الذي بداخله وكأنّه يخلق من ضلع أبيه وأبانا آدم محنة تتوزّع على قارئها النوعي.

  أكّد الرّوائي والنّاقد رفيق جلول، أن القارئ العادي وهو يتفحّص نصوص «سر البيت المفتوح» يجد نفسه أمام رغبة الاختيار هل يلج البيت المفتوح أم يبقى خارجا؟ في حين أنّ هذا الأخير أي القارئ يبحث عن السرّ الذي جعل صباح يفتح هذا البيت الغامض والمظلم من داخله ليكتشف تقارب الواقع بمتخيّل رمزي مفعم بالإشارات والعلامات الدلالية الإيمائية.
أوضح الناقد رفيق جلول من خلال قراءة نشرها على صفحته الافتراضية، بأن القاص سعدي صباح كان حريصا على تثبيت قول بول ريكور «إن الرّمز مقيّد بالكون»، فيستعمل الدلالات الرمزية لينقب ويبحث عن سرّ الواقع الذي يحيط به، ولأن الإيحاء يعد من مقومات الرمز الإبداعي، والغموض باعثه، فالكلمة الغامضة أو الصورة الغامضة هي ذاتها مثار وحي وتأثير على الآخرين، يضاف إلى ذلك وقع الكلمات وصداها، ورشاقة الأسلوب وانتظامه، كل ذلك له أثرهُ في خلق المتعة لدى الكاتب سعدي صبّاح وقدرته السردية.
اعتبر ذات النّاقد من خلال قراءته للمجموعة والغوص في مواضيعها المختلفة، أنّها تعد نموذجا إبداعيا في تناول لمفهوم آخر لمحنة الكتابة، وحسبه فإنّ «المحنة المقدّرة على ثقافة الإنسان السّائدة، والتي تتجمّع وتتمحور في موضوع واحد هو فتح الجرح الذي قهره في تاريخ نتنت رائحته مهما بعدت لحظة بدايتها، ويعني في ذلك القصة من موضعها كشكل إبداعي تتشابك مع أشكال أخرى من «شعر، رواية، مسرح، ملحمة، فن تشكيلي، الموسيقى بكل أنواعها، في مفهوم واحد منذ الأزل البعيد من أجله ولأجله هو الإنسان».
مجموعة سردية بعناوينها مستوحاة من رحم المقدّس
 أشار صاحب رواية «حضرة الكولونيل أبي»، أنّ الإنسان في كل الأزمنة السابقة والحالية، القديمة والحديثة منها «يحتاج إلى سفينة نوح للنّجاة من دوّامة المتاهة التي يعيشها في لحظة اليأس التي تنتابه وتعتريه، وتجعله لا يفرّق بين الصّواب والخطأ ليأكل من تفاحة أبيه آدم ويتنزّل من جنّة النّعيم إلى أرض، ولدت من رحم الشّك، وها هو يقع في الشّك حتى أنّه نادرا ما يضع الآخر محلّ ثقة، وذلك إثر الجروح التي يلقاها منه والتي يواجهه بها، إنّه الشّك الذي يجعل لأسراره جبّ أو بيت لا يفتح إلاّ بمفتاح واحد وهو الكتابة، ولأنّ الكتابة هي اليقين الذي يقطع شجرة الشّك التي سقطت منها تفاحة أبيه آدم، جعلت من الإنسان كائنا يكتشف جاذبية الأرض له ليبدع بمحنتها وطقوسها المقدّسة والمدنّسة منها».
دعا الناقد رفيق جلول من كونه قارئا لهذه المجموعة الاستمتاع بسردية «سر البيت المفتوح»، والالتفاتة نحو هذا الإبداع، وفتح باب الشك والبحث والتنقيب في الواقع الذي يعيشه المبدع بحكم أنه إنسان قبل كل شيء، مؤكّدا أنّ تقديمها ليس بشرف الثقة من كاتبها، ولكن بشرف الكتابة لأجل كتابة مقدّسة تفتح أفق الإنسان من خلال إبداعه القصصي «أسير الخشخاش، البلبل الأرعن، بروفيل أنيس الغربة، حين سقطت قمر».
للتذكير، يعتبر القاص سعدي صباح احد اهم الاسماء القصصية في الجزائر، وهو من مواليد عين وسارة  بولاية الجلفة سنة 1955، سبق له أن فاز بعديد الجوائز الوطنية والدولية من بينها جائزة الاستحقاق الدولية لناجي نعمان بلبنان في سنة 2012 عن قصته «سر البيت المفتوح» وجائزة أفضل الكتاب من قبل الصحافة العالمية، وهو عضو اتحاد الكتاب الجزائريين، صدرت له عدة مجموعات قصصية من بينها «عرس الشيطان»، «خسوف القمر»، «سيدي المدير»، «سر البيت المفتوح» «الموت»، «أسير الخشخاش»، كما ترجمت بعض أعماله إلى ثلاث لغات «الفرنسية، الانجليزية الرومانية والايطالية، من قبل المترجم الموهوب منير برومانيا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024