بزيّه العربي وببرنوسه الرفراف، وبكلام هادئ يعجب السامعين، فتح ابن بوسعادة شاعر الملحون جمال لمخلطي قلبه لأول مرة لـ»الشعب»، مجيبا في هذا الحوار المتواضع على أسئلة رصدت جوانب متنوّعة من حياته هذا من جهة، ومن جهة أخرى وجّه بصفته كشاب جزائري يقدّس كل ماله علاقة بالأصالة رسالة هامة إلى أقرانه الشباب حمّلت في مضمونها وصية غالية،ولمزيد من التفاصيل تابعوا الحوار...
«الشعب»: كيف تعرف نفسك للقراء؟
جمال لمخلطي : جمال لمخلطي من مواليد مدينة بوسعادة، أصلي نايلي معدن صافي، شاعر الملحون عاشق الأصالة، محافظ على العادات والتقاليد.
- لماذا اخترت هذا المجال بالتحديد؟
اخترت مجال الشعر الملحون لما فيه من أصالة وتقاليد وحشمة وحياء، فنحن للأسف في وقت قد تلاشت هذه الخصال من شبابنا الذي أصبح يقلد كل ما هو دخيل عنهم، واخترته لأؤكد وأثبت بأنّ الأصالة بفنّها العريق وكلماتها الهادفة بإمكانها أن تبقى في الصدارة إلى جانب أوجه الفنّ المتعدّدة التي تدخل في إطار التثقيف والتهذيب ونشر الوعي، بالرغم من موجة التحديث والعولمة التي من المفروض أن تكون في صالحنا وكيف لا وهي باتت عاملا أساسيا في ترويج الفن الهادف «الشعر الملحون».
- متى بدأت مسيرتك في الشعر الملحون؟
بدأت كتابة الشعر الملحون قبل حوالي أربع سنوات. في البداية كنت ألقي الأشعار في الأعراس والحفلات ومن هنا حاولت أن يكون لي أشعار خاصة بي وبالمحاولة والتكرار كانت كتاباتي جد متواضعة، وكل من أحب عمله، كانت النتيجة أحسن والحمد لله.
- هل البيئة التي كبرت فيها من ألهمتك كتابة كلمات الشعر الشعبي أم أنّ هناك عوامل أخرى؟
يقال بأنّ الإنسان إبن بيئته، وعليه فبيئتي لها فضل كبير في تكوين الجانب الفني ورصيدي الإبداعي، وهي ديدن كل شاعر ملحون، وعليه هذا الفن الذي لا يعتبر فقط مجالا للترفيه أو مجال لكسر الروتين اليومي الذي تعيشه أغلب الأسر البوسعادية وما جاورها من مناطق لها نفس النمط المعيشي تقريبا، بل هو مجال أعمق من ذلك بكثير، حيث يشهد التاريخ أنّ من حملوا رسالة الشعر البدوي والملحون وقفوا على عدة جوانب من الإنسانية، وكان لخطاهم الوقع الطيب على كل المواضيع التي تناولوها، وشهادتي مجروحة في عمالقة الشعر الملحون المغفور لهم بإذن الله، لاسيما الذين مازالوا على قيد الحياة طيب الله أنفاسهم.
- كيف استطاعت قصائدك ذات النكهة البدوية الأصيلة أن تواكب مواقع التواصل الاجتماعي؟
بحكم العولمة والتطور أصبحت منصات المواقع الاجتماعي هي منبر لكل هاو، وقد لاقت قصائدي انتشارا واسعا في أغلب الصفحات على الفيسبوك الجزائرية وغيرها، ويعود ذلك تواضعا وفخرا لا تفاخرا إلى رقي الكلمة ونسق القصائد المعبقة بالحنين والبساطة المزينة بأسلوب قريب جدا من القلب.
- كم لجمال مخلطي من قصائد لغاية اليوم؟
أصبح رصيدي في القصائد ما يفوق 400 قصيدة، هذا، خلاف ما ضاع مني عبر حسابي السابق بصفحة الفيسبوك الذي تم «اختراقه»، فلقد كان يحتوي على نحو 150 قصيدة أغلب مواضيعها اجتماعية، تتحدث عن الأم، الوطن العلاقات الأسرية.
- هل هناك مشاريع مستقبلية؟
أكيد هناك العديد من المشاريع المستقبلية على غرار الشعر الشعبي فأنا كاتب أغاني بمختلف الطبوع مثل الأغنية النايلية والراي والأناشيد وغيرها.
وأحضر لطباعة كتابين في الشعر الملحون، وهناك مشروع آخر أعمل عليه حاليا وإن شاء الله سوف يكون مفاجأة طيبة لكل عشاق متتبعي جمال لمخلطي.
- ما هي أهم الرسائل التي تود توجيهها في أعمالك الهادفة للشباب؟
رسالتي للشباب حافظوا على تقاليدنا وعاداتنا فالجزائر تزخر بهذا الإرث وتنوعه من منطقة إلى أخرى، تعتبر الجزائر الحبيبة قارة تقريبا، كل ولاية بعاداتها وتقاليدها الخاصة بها ولهذا طلبي ورجائي من كل شاعر وفنان جزائري العمل أكثر لمحاولة تصدير ثقافتنا للخارج ورسالتي للمسؤولين الالتفاتة للمواهب الشبانبة، وتوفير الظروف الملائمة لهم والاستفادة من إبداعاتهم.
- هل أصبحت راض عما قمت بتحقيقه؟
الحمد لله على ما قدمته من أعمال فنية فجمهوري الذي يشجعني على المزيد دليل رضاه على ما وصلت إليه في هذا الوقت الوجيز وأتمنى أن أواصل على نفس هذه الوتيرة.
- كلمة في نهاية لقائنا؟
من حسن حظي أنّني كنت من بين آلاف الموهوبين الذين يتمنون أن يصل صوتهم وأن يكون صداهم منشورا على جريدة الشعب الغراء، فكل الامتنان والعرفان لعميدة الجرائد التي فتحت لي المجال لتقدمني أكثر إلى القراء الكرام.