التّشكيلية بسمة سادات لـ “الشعب”:

أشارك في حماية الفن العريق مـن الاندثـار

أمينة جابالله

 من جميل الصدف التي لاقت الفنانة التشكيلية الواعدة في الرسم والزخرفة على الخشب، بسمة سادات، وفتحت لها الباب لإبراز إبداعاتها، أن يكون قصر الحمراء المهيكل على شكل دويرة المتواجد في القصبة السفلى، حيث استطاعت من خلاله أن تضع لمساتها الفنية وعرض أعمالها ولوحاتها الجميلة، ناهيك عن تلك الرسومات والنقوش المتراصة في أسقفه الداخلية التي أخذت حصة الأسد من الإعجاب والاهتمام.

-  الشعب: كيف تقدّم ضيفتنا نفسها للقرّاء؟
 التّشكيلية بسمة سادات: أنا خريجة الصحافة والإعلام ماستر 2، أدمجت عالم الصحافة بعالم الفنون الجميلة ووجدت العالمين مختلفين تماما كون مجال الصحافة مليء بالحركة والنشاط والحيوية والتحركات وبعض الضغوطات، عكس مجال الفن الذي وجدته هادئا مليئا بالألوان والخيال الواسع.
- تعلّقك بهذا الفن، جعلك تسعين إلى حمايته من الاندثار..حدّثينا عن هذا الجانب؟
هذا الفن المعروف قديما بالرسم والزخرفة على الخشب، هو أحد أشكال الفنون التشكيلية وقد استخدمه القدماء للزخرفة على الأثاث واللوحات والموائد والطاولات وصناديق المجوهرات والمرايا وحتى على الأسقف والأبواب وذلك للتزيين، ثم انتشر هذا ليكون فنا ينقل الحياة الوردية والجميلة على مختلف اللوحات الخشبية. وحبي لهذا النوع من الفن جعلني أبدع فيه أكثر، واعبر به عن طريق الريشة والألوان، كما اني واحدة من الذين يسعون إلى حماية هذا الفن العريق من الاندثار كي يبقى هذا الموروث الثقافي تتوارثه الأجيال.
كثير من فنانين يعانون من سلبيات الآلة، وبالتالي يرونها السبب الأول في تغييب الجماليات والتفاصيل، ما هو تقديرك؟
صحيح اليوم الآلة تقتل الكثير من الجماليات وتفاصيل العمل، وهناك كثير من الفنانين الذين يعانون من ذلك، لكن بالنسبة لي عادي، أجد أن العمل اليدوي صحيح متعب وشاق وفيه جهد كبير، إلا أن نتيجته في الأخير مذهلة، بمعنى أننا نشعر بذلك التعب الذي بذلناه، ونرى كل تفاصيل العمل حتى وإن كان غير متساو في بعض الأحيان، لأن عمل اليد يبقى مختلفا عن عمل الآلة التي تبسط وتسهل طريقته.
- من هي الشّخصية التي ترينها قدوتك في هذا المجال؟
من أكثر الفنانين الذين اقتديت بهم محمد راسم، بن دباغ وطبعا أستاذي مزوان عبد الرزاق.
- ماذا عن رصيدك في عالم الفن التشكيلي؟
كانت لي فرص جميلة في المشاركة في بعض المعارض الوطنية، كما أتمنى المشاركة في مهرجانات ونشاطات ثقافية وحتى معارض خارجية، كون ان هذا الفن يجب ان يبقى بارزا ويتم الحفاظ عليه واعادة احيائه من جديد وإتمام مساره.
- بالنظر إلى المستوى الذي وصلت إليه اليوم..هل تعتبرين النشاط مهنة أو شغف؟
ما وصلت إليه اليوم وما أقوم به هو شغف وحب للفن والألوان، ولا أعتبره كمهنة أبدا لأنني لا أسعى إلى الربح من وراء هذا الفن بقدر ما أسعى إلى تطوير مهاراتي في هذا المجال، وتقديم الأفضل لمحبي وعشاق هذا الفن.
- ما هي الخدمة التي قدّمتها لك منصّات التواصل الاجتماعي؟
نعيش اليوم في زمن السّرعة، عالم التكنولوجيا وعالم الانترنت وطبعا وسائط التواصل الاجتماعي تساهم كثيرا في التعريف بالفنان وإبداعه، فأنا شخصيا لجأت إليها للتعريف بمختلف أعمالي، ولإيصال معلومة مفادها أن هذه الصناعة لم تختف بعد، ولن تموت أبدا وهناك دائما من يخلف ويستخلف.
- ما هي نقاط التميز التي تمتلكها بسمة سادات؟
هي إنسانة بسيطة جدا ومتواضعة، إلا أن ما يميزني وما يمكن أن أقوله من ناحية العمل أنّني متقنة في ممارسة هذا الفن بل في كل أعمالي وبإحساس كبير، وانني اتتبع ادق الخطوات، إضافة الى الصبر الجميل لتحقيق ما أود الوصول اليه.
- بما أنك من الشباب..ما هي أهم المعوقات التى يصطدم بها الفنان الشاب؟
صحيح كل مجال نجد فيه مشاكل كثيرة، وانا في بداياتي لا أنكر أنني لم أواجه مشاكل من هذه الناحية، لكن مع الصبر والمثابرة والعمل والاجتهاد والممارسة والتحدي الكبير يمكننا تجاوز بعض المشاكل، ولو شق طريق صغير ننيره ببعض أعمالنا حتى نستطيع السير والاستمرار. ودائما أقول انني لا أزال أخطو أولى خطواتي، وأن الطريق أمامي ليس سهلا وهو طويل جدا.
- من يا ترى الذي أخذ بيدك وكان السبب في دعمك في تقديم إبداعاتك؟
بصراحة لم أجد اليوم من يأخذ بيدي ويساعدني لتقديم معارض إبداعاتي، إلا والدي الذي أجده بجانبي يشجعني دائما ويضخ في نفسي الأمل والتفاؤل، على أنه يوما ما سأصل إلى أن أقيم معرضا بنفسي، وأقدم فيه كل أعمالي وإبداعاتي المختلفة.
- وما هي مشاريعك المستقبلية؟
أسعى إلى أن يكون لي معرض خاص بي حتى أقدم فيه للجمهور ما يسعد محبي الفن الزخرفي، وأن تكون لي مشاركات على المستويين الوطني والعالمي أيضا.
- كلمة ختامية؟
دائما ما أقوله في كلمتي الختامية عن هذا الفن الجميل الراقي وهذه “الصنعة” التي تتولد في اليدين، أن تبقى بارزة وأن نحافظ عليها، وأن تبرز كل الابداعات في الجزائر وفي العالم حتى نظهر ما نملك من فن وإبداع، وما يمكن أن تقدمه بلادنا الجزائر، وإلى الشباب المبدعين أن يواصلوا ويتمسّكوا بإبداعاتهم جيدا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024