دخلت الكاتبة الشابة غفران بن ناجي، طالبة بكلية العلوم الإنسانية بقسم الإعلام والاتصال بجامعة قاصدي مرباح بورقلة بخطوات ثابتة في تجربتها في فن القصَّة والرِّواية، بإصدارين، روايتها الأولى حملت عنوان “حياتنا درس” عن “دار الـمثقف”، أما إصدارها الثاني فقد كان تحت اسم “بين ثنايا الواقع”.
تقول الكاتبة غفران بن ناجي أنها سبق وأن شاركت في عدة كتب جامعة ببعض القصص والخواطر مثل كتاب “أرواح ثائرة وكتاب “آمال لن تنجلي”، إلا أن تجربتها في إصدار أول عملين من توقيعها كانت مختلفة كل الاختلاف، فعبر روايتها “حياتنا درس”، اختارت خط التوجه نحو قضايا المجتمع، حيث تلوّنت الرواية بطابع القصة الاجتماعية وكانت مستوحاة من الواقع.
وللغوص أكثر في تفاصيلها، قالت الكاتبة بن ناجي، “أردتها قصة اجتماعية، لكي تكشف لنا بعضا من العراقيل والمشاكل التي قد تواجه الأفراد في مجتمعنا وخاصة فئة الشباب..وتحت كل ما يواجهنا في الحياة، هناك درس لكي نتعلم منه حتى لا نكرر نفس الخطأ”.
واعتبرت محدثتنا أن هذا الإصدار الأول، كان تجربة جميلة، باعتبار أنه كان بالنسبة لها تأريخا لأولى خطواتها في عالم الكتابة وعالم الرواية بالتحديد، لذلك فهو يختلف كل الاختلاف عن الكتاب الثاني “بين ثنايا الواقع” والذي تشكل من مجموعة قصصية لعدة قصص، تختلف باختلاف أساليبها وأنماطها ولكنها كما أشارت، حاولت التحدث في كليهما على بعض من القضايا الاجتماعية التي تتداول وتتكرر في الكثير من التجارب الحياتية.
وعن بداياتها أكدت أن شغف وحب مطالعة الروايات كان سببا كافيا ليدفع بها أن تخطو خطواتها الأولى في عالم الكتابة، فقد تعلقت بهذا النوع من الفنون الأدبية أي الرواية التي تتسلسل أحداثها وتجد كل شخصية فيها طريقها لصنع التفاصيل بالإضافة إلى الحبكة المختارة فيها بعناية، كل هذا وغيره كان شغفا كفيلا بتحفيزها لخوض غمار التجربة في هذا المجال وأن تحظى بفرصة أن يكون لها اسم في هذا الفن، وذكرت في هذا السياق “الحمد لله بالعمل والمثابرة استطعت انجاز ولو قليل مما كنت أحلم به ومازلت أطمح للوصول لما أصبو إليه في مسيرتي”.
بالنسبة للكاتبة غفران بن ناجي كل الأنواع الأدبية تستحق التجربة، إلا أن أفضلها بالنسبة لها فن الرواية والقصة القصيرة، مضيفة “بحكم تأثري الكبير بالقضايا الاجتماعية وببحثي الدائم حول ما يعانيه الآخرون وما يصادفونه من مشاكل داخل مجتمعاتهم ولأنني دائما ما أوّد أن أُبدي رأيي حول قضية ما .. وجدت في القصص والروايات مساحة ومتنفسا لقول الكثير”.
تطمح الكاتبة لطرح أعمال جديدة، فمشاريعها المستقبلية كثيرة وحاليا تعمل على رواية جديدة بصبغة مغايرة لروايتها الأولى، لكن الأولوية اليوم بالنسبة لها هو العمل على تطوير نفسها أكثر والتركيز بدقة في اختيار المواضيع التي ترغب في الكتابة فيها والتي من شأنها أن تحظى بإعجاب القراء في الوقت ذاته.
وفي سياق متصل، أكدت أن البيئة المحيطة بالكاتب لها تأثير كبير، فإن كانت الحركة الثقافية ضعيفة وقلت فيها حركية الكتاب ونسبة المقروئية، فقد لا يسمح ذلك للكاتب أن يطور من ذاته وقد يجد نفسه، مخيرا بين رحلة شاقة وصعبة لبلوغ الطموح أو تأشيرة تلقائية للعودة لنقطة الصفر والتخلي عن كل أحلامه، لأنه لم يجد الدعم المعنوي والمادي من محيطه ومجتمعه ومع ذلك على الكاتب أن يتحلى بالإرادة والعزيمة وأن يؤمن بقدراته قبل كل شيء وألا يضع أي من هذه النقاط السلبية سببا للتراجع عن مسيرته الأدبية، مشيرة “عن نفسي واجهت هذه المشكلة في بيئتي، لكن استطعت التغلب عليها مع مرور الوقت”.