كشفت مصادر من مديرية الثقافة لولاية باتنة عن استفادة القطاع من مشروع هام يتمثل في حماية الموقع الأثري المعروف وطنيا «طبنة» والمتواجد ببريكة جنوب ولاية باتنة، وذلك على مساحة كبيرة تقدر بـ 278 هكتار، وذلك استجابة لطلبات العشرات من الباحثين والمختصين في علم الأثار وفعاليات المجتمع المدني بالولاية.
الموقع ظل لسنوات طويلة عرضة للإهمال بسبب الظروف الطبيعية والبشرية خاصة ما تعلق بزحف الإسمنت على المدينة التاريخية طبنة رغم نداءات الباحثين في علم الأثار الذين طالبوا وزارة الثقافة في عدة مناسبات بضرورة تخصيص غلاف مالي لحماية هذا الموقع الأثري العتيق الذي يحوي حضارات عدة تعاقبت على الجزائر ويؤرخ لمراحل مهمة من الذاكرة الجماعية للجزائريين.
مساحة الموقع المعنية بالحماية حدّدها بحسب مصادر من مديرية الثقافة عدد من الخبراء الجزائريين المنتمين للمركز الوطني للأبحاث الأثرية والديوان الوطني لحماية واستغلال الممتلكات الثقافية الخاضعة لوزارة الثقافة الذين قاموا بعدة زيارات للموقع للوقوف على كيفية حماية الموقع وصيانة هذا الكنز الثقافي والتاريخي والحضاري.
أشارت ذات المصادر إلى أن تحديد المساحة قد رافقها جدل كبير ما استلزم تكليف المركزين السالفي الذكر باعتبارهما المختصين في ذلك نظرا للإمكانيات المادية والتقنية والبشرية التي يمتلكانها من علماء ومختصين في الأثار لحمايتها من مختلف عمليات النهب والسرقة التي تطالها بين الحين والآخر، وكذا مختلف الاعتداءات خاصة التوسعات العمرانية الفوضوية على حساب الموقع الأثري.
ونشير إلى أن لجنة من الديوان الوطني لحماية و تسيير الممتلكات الثقافية، كانت قد حلت عدة مرات بالموقع الأثري، لمعاينته بغية بعث الأشغال الخاصة بحمايته والتي توقفت اضطراريا بسبب جائحة كورونا، حيث يتضمن المشروع القيام بحفريات لإبراز الآثار الباطنية وتسييج المعلم، وكذا إنجاز متحف وبعض الأشغال الأخرى التي يُتوقع ان ستستمر لسنوات عدة، بحكم شساعة الموقع وما يتطلبه الاستكشاف في مجال الآثار من دقة وصبر وتوفير إمكانيات تقنية خاصة لضمان عدم المساس بكنوز المدينة والحفاظ عليها كما هي.