أثار الكاتب المسرحي علاوة جروة وهبي مسألة تصنيف المسارح على أساس أن هناك مسرح عربي مقارنة مع غيره من المسارح العالمية الأخرى، داعيا الى وضع حد لهذه التصنيفات التي لا تخدم الخشبة، وهي بعيدة كل البعد عن الأسس الحقيقية التي اعتمدها الأولون في تأسيس «أبو الفنون».
أكّد عميد الصحافة الثقافية في الجزائر الأستاذ علاوة وهبي جروة، أنّ «المسرح عندنا او عندهم هو واحد وأنّنا لسنا إلا طرفا فيما يحدث من تجارب، وان كنا في الاغلب تبع لما يقول به الآخر، والذي نترجم ما يقوله ونتبناه بعد عقود فنغرد له وكأننا اكتشفنا كوكبا جديدا في الكون لم يسبقنا اليه احد، نلوك ونردد أقوال الآخر ونتحمّس لها».
واستبعد عضو اتحاد الكتاب الجزائريين جروة وهبي من أنه سيكون للمشهد الثقافي العربي مسرحا عربيا مستقلا عن غيره من بقية المسارح الغربية الأخرى، وحسبه أنّ هذا لن يحدث «إلا اذا كان لنا واضع نظرية خاصة به قد تشترك في جزء منها مع نظرية الآخر ولكن في جوهرها تختلف عنه».
وعاد الكاتب جروة وهبي إلى ما اصطلح عليه بـ «المسرح العربي»، والذي حسبه سمعها من خلال نقاشات وملتقيات ومهرجانات حضرها، لكنه لم يتوصّل إلى تحديد ما هو المسرح العربي لأن المسرح كما هو معروف داخل الوطن العربي وغيره في الغرب يكاد يكون شكله واحدا عند كل الأمم منذ نشأته الأولى، وهذا بالرغم من كل التجارب التي عرفها وما زال يعرفها، ورغم كل التجديد والاجتهاد فيه.
وأوضح بقوله «لم أسمع في كل الذي سمعته ولا قرأت في كل الذي قرأته مفهوما واضحا لمعني المسرح العربي منذ التأسيس الأول، ومنذ العرض الأول لمارون النقاش والنص الأول لإبراهيم دانينوس والكتاب الأول لكتابة تاريخه في البلاد العربية الى اخر ما قرأت عن ذلك، ماذا يقصد بالمسرح العربي وما الذي يختلف فيه عند غير العرب، ما الذي يميزه ويعطيه الحق في هذه التسمية، هل هي الموضوعات التي يطرحها، أم هي الشخصيات أم هو الكاتب أم هي اللغة أم هو اللباس إلى آخر قائمة هذه الامات وهي طويلة؟».
وقال صاحب كتاب «ملامح المسرح الجزائري»، إنّه من خلال النصوص المسرحية التي قرأها لكتاب ونقاد من الوطن العربي لم يجد فيها اية اجابة شافية، ولم يعثر على جينات او سمات تقول ان هذا النص المسرحي لا يشبه النص المسرحي عند الآخر، لان التقسيمات حسبه هي نفسها والتسميات هي نفسها والنظرية المعتمدة هي نفسها، فما الذي يفرق نصا كتبه ميخائيل رومان مثلا عن نص كتبه رومان رولان أو غيره، لا شيء سوى اسماء الشخصيات والملابس ولغة الحوار، أما باقي الفصول والمشاهد فهي نفسها عند هذا وذاك ومفهوم المسرح هو نفسه عند احمد شوقي أو عند شكسبير وهو نفسه من سوفوكل الي اليوم.
ويرى الناقد والروائي جروة، أن ما هو موجود اليوم ليس «إلا حركة مسرحية في اي بلد كان وبأي لغة كان لان المسرح واحد ونظريته واحدة كما عرفه ارسطو طاليس وكل الذي جاء بعد ذلك هي أضافات لما سبق وشرح وتفسير، وحتى ربما تبسيط له».