يصدر في الايام القليلة القادمة للسنة الجارية كتاب جديد في العلاقات الدولية يتناول التهديدات الامنية في دول الجوار، الاصدار الاكاديمي من تأليف الباحثتين سميرة بغزو ولوصيف احلام، يحمل عنوان «الدبلوماسية الأمنية الجزائرية كآلية لاحتواء التهديدات الأمنية في دول الجوار الإقليمى أزمة مالي نموذجا».
يقع الاصدار الاكاديمي للباحثتين في حوالي 177 صفحة من الحجم المتوسط وسيصدر عن مؤسسة نشر جزائرية وهي «دار المثقف للنشر والتوزيع « سنة الاصدار 2021، أما تصميم الغلاف فجسدته أنامل الفنانة فوزية دربال والذي جاء في شكل لوحة للعبة الشطرنج التي تدخل في ما يسمى بنظرية الالعاب في العلاقات الدولية، وان كانت لعبة الشطرنج بين فردين إلا أنها استراتيجية في درجة قصوى من الاحتمالات، ومن هذا المنطلق يبدو ان الباحثتين ركزتا على الصورة لإبعادها الجيوسياسية في المنطقة المغاربية وامتدادها الافريقي في الساحل الذي يعتبر منطقة توتر.
ينقسم الكتاب الاكاديمي بحسب المؤلفة أحلام مدور الطالبة بجامعة عباس لغرور بخنشلة الى ثلاث فصول، يتضمن الفصل الأول الإطار الإيتو- معرفي للدبلوماسية كمفهوم وتوسيع مفهوم الأمن التقليدى للأمن الموسع، حيث تعتبر الدبلوماسية أهم الأدوات الأساسية لسياسة الدول بكونها تتعامل مع نظيرتها من الدول على المستوى الإقليمى والدولي، بالإضافة الى ذلك اعادة صياغة مفهوم الأمن من خلال الطرح الموسع للأمن ليشمل قطاعات أخرى.
يتناول الاصدار البحثي « الدبلوماسية الأمنية الجزائرية كآلية لاحتواء التهديدات الأمنية في دول الجوار الإقليمى أزمة مالي نموذجا»، وتحت كل عنوان دراسة تحليلية مفصلة، أما الفصل الثاني فقد جاء حول الحراك الثوري في دول الجوار الإقليمي وتداعياته الأمنية على الأمن القومي الجزائري، حيث ركزت الدراسة في هذا الفصل على دراسة الحراك الثوري في تونس وليبيا.
تناولت الدراسة الاكاديمية كل من المحددات والعوامل الداخلية والخارجية للحراك الثوري ومميزاته بما فيها المواقف الإقليمية والدولية تجاه الثورة التونسية والليبية، وانعكاسات الحراك الثوري على الأمن القومي الجزائري، أما فيما يخص الفصل الثالث، فقد ركز على المقاربة الدبلوماسية الجزائرية تجاه الأزمة في مالي بحسب الباحثة اسماء مدور، وفي هذا الفصل أكدت الدراسة على طبيعة الأزمة الأمنية في مالي وتطوراتها بالإضافة الى دراسة الموقع الجيو- سياسي لدولة مالي وتبيان طبيعة التهديدات الأمنية في مالي والتطورات الأمنية الحاصلة هناك مع التركيز على دور القوى الخارجية وتداعيات الازمة المالية على الأمن القومي الجزائري، بما فيها الابعاد والتوجهات الدبلوماسية الجزائرية تجاه أزمة مالي، حيث خلصت الدراسة في الاخير بإعطاء سيناريوهات مستقبلية للأزمة الأمنية في مالي.
للتذكير وقع الاختيار على صورة الشطرنج، لعدة اعتبارات موضوعية ومنهجية وإستراتيجية أيضا، فعند الدارسين لعلم السياسة تحركات عناصر اللعبة وتمركزها في الأمكنة المحصنة يجعلها في منأى من أي هدف خارجي مهما كان نوعه، في ما يحاول الطرف الآخر استعمال الوسائل التكتيكية للاستفراد بالخصم بأقل الأضرار لذلك نجد أن لاعبو الشطرنج لا يزالون الى غاية اللحظة في صراع كبير حول دراسة الافتتاحات، لأن قوانين اللعبة لا تزال قيد التطور والتجديد.