عرض «زين فتاة الأدغال»

مسرح بلعباس يسطّر برنامجا افتراضيا

نسرين ب

عرض المسرح الجهوي لسيدي بلعباس، الجمعة، من خلال برنامجه الافتراضي المسطر، مسرحية زين فتاة الأدغال. المسرحية تسرد قصة البحث عن الذات وسط عالم لا يشبه الإنسان ولا ينتمي إليه وغير مناسب للعيش فيه.
نص المسرحية كتبته هبة مشاري حمادة ويجسد شخصياته فاطمة الصفي، بشار الشطي، مروة بن صغير وحلا الترك، حيث لعبوا أدوار مجموعة من الحيوانات تعيش في الأدغال، منها القرد، الفيل، الطير والدب وبالرغم من البساطة إلا أنها تحتوي معان كبيرة. فشخصية الطير الذي دائما ما يشكر ربه على النعم التي أنعم بها عليه، وقدرته على التغلب على صعوبة العيش داخل غابة البقاء فيها للأقوى، حيث أن قانون الغاب يفرض ذلك وأن كل الأشياء عابرة في هذه الدنيا وكل سيأتيه يوم. أما ظهور الطفلة زين فيقلب حياة الحيوانات رأسا على عقب ويجعلهم في حيرة من أمرهم، فشكلها لافت للانتباه ولا يمت بصفة لهم، لا شكلها من شكلهم ولا طبيعتها من طبيعتهم، ما يدفعهم إلى أخذ الحذر منها وبعد أخذ ورد، يقررون التقرب منها والتعرف عليها وإيوائها معهم في الأدغال.
وقد خيمت عليهم فكرة الثقة بالغير ومد العون للضيفة والاستفادة منها، ومن جهتها تستلم الطفلة زين للأمر الواقع وتحاول التأقلم مع الوضع الجديد والعيش مع الحيوانات كما عاش ماوكلي تماما، إلى أن تستفيق مما هي فيه وتدرك أن لا شبه بينها وبين الحيوانات لا في الشكل ولا الطباع وتنتفض على حياتها وتبدأ رحلتها الاستكشافية والبحث عن أصلها بين الحيوانات وبدأت في خوض الحرب وقررت بدأ المغامرة ولو أنها لا تعلم ما يخفيه القدر لها. وكل محاولاتها للعيش مع الحيوانات تنتهي بخيبة أمل إلى أن يظهر أناس في الغابة وترى الشبه الكبير بينها وبينهم وتزور بيتهم بالرغم من محاولة الحيوانات تخويفها من الاقتراب من الانسان، إلا أن فطرتها جعلتها تتمرد على العيش وتقرر اللجوء إلى بني جلدتها. غير أن هؤلاء استغلوها في عمل لعرض الأزياء وأغروها لجلب أصدقائها الحيوانات الذين حبسوهم في أقفاص. وقد أدركت الحيوانات أنهم وضعوا ثقتهم وأن جهدهم في تربية زين ذهب سدى ولم يجنوا أي منفعة منها، إلا أن زين تظهر لهم وفاءها وتطلق سراحهم وتؤكد لهم أن الإنسان ذو وصفين إما خائن وإما وفي، ثم ترحل هي بعيدا عن الأدغال لتعيش حياتها الطبيعية. ويستخلص من المسرحية أن الرحلة الطويلة لزين فتاة الأدغال إنما يراد منها البحث عن الذات مع عدم التخلي عن الأخلاق بالرغم من الابتلاءات والاختبارات التي يمر بها الإنسان في حياته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024