يقول الكاتب الدكتور أحمد بقار أن إصداره الجديد «ديوان البادية» جاء بهذا العنوان لأن صاحب الديوان الشاعر «لخضر العيفاوي» هكذا أراد أن يكون العنوان وهو ابن البادية الصميم تربى في أكنافها، وشاهد عيان لرحلات عرشه عرب الغرابة الذين يسكنون ببلدية «أم الطيور»، التي تحلو له تسميتها بـ(عين عيسى).
الرحلات الصيفية التي يتنقل فيها أفراد هذا العرش غنيهم وفقيرهم على ظهور الإبل إلى التل (الشمال) طلبا للرزق، بما تجود به أرض الشمال من خيرات (القمح، الشعير، الحمص، الفول...)، كما يتبادلون خيرات بلدهم من أجود أنواع التمور، بخيرات مناطق التل التي يحلو لهم المقام بها: (واد سقان، بيرتو، بني حميدان، واد العثمانية، جبل لعقاب، أولاد رحمون، التلاغمة، لمشيرة، عين مليلة)، وهي مناطق قريبة من التل القسنطيني كما ذكر الدكتور أحمد بقار. «وعن ديوان البادية» قال أن هذا الديوان يتكون من خمسين (50) قصيدة شعرية من الشعر الشعبي، التي سلَّمَهَا له الشاعر شخصيا، والتي تعود بداياتها لمنتصف ثمانينيات القرن الماضي، وقد جاءت في مناسبات وحالات متباينة.
وحرص الكاتب أحمد بقار على تبويبها بحسب تقارب مواضيعها ووزعها على قصائد في الدينيات والمجاملات والرثاء والغزليات والمناسبات والوصفيات والمهرجانات وأحوال، بناء على الموضوعات العامة التي دار حولها شعره، فالدينيات تحوي وعظا وإرشادا وتذكيرا بالموت واليوم الآخر وأهواله، والجنة ونعيمها، أما المجاملات فهي النصوص التي قالها في أصدقائه، وأحبابه، وجيرانه، وبعض الأساتذة والرثاء هو ما قاله في وفاة أقاربه وخلانه وبعض الشخصيات المشهورة من علماء وفنانين وغيرهم.
وفي باب الغزليات كان كل ما قاله في نساءٍ أعْجَبْنَهُ، وطلب وصالهن، أو فتيات رغب في الزواج منهن وتمنَّعنَ بحجج واهية، أو ما قاله أيضا في نساء بلاده الواسعة المناسبات وهي إما أن تكون مناسبات دينية أو وطنية أو علمية وفي الوصفيات يصف في نصوصه البلدان، أو سكان هذه البلدان التي زارها، أو يصف المرحول (الظعائن).
بينما المهرجانات فهي كل النصوص التي قالها في المهرجانات التي شارك فيها، وهي مهرجانات (الشعر الملحون)، في مناطق متعددة من هذا الوطن الكبير، شرقا وغربا وبالنسبة لباب أحوال وسماها الدكتور بقار كذلك، لأن الشاعر كما أشار إلى ذلك المتحدث قالها في حالات خاصة اعترته يشكو فيها ضيق الحال وشظف العيش، وهي نصوص قليلة جدا، لأن الشاعر «العيفاوي» متكتم بطبعه، يستنكف على نشر غسيله أمام كل من هب ودب.