أكدت فتيحة قبايلي، منشطة برامج الأطفال بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، أن موجة فيروس دالتا التي اجتاحت البلاد هذه الصائفة قد أرجعت الفنان والمثقف والمشهد الثقافي بصفة عامة إلى نقطة الصفر، بعد الرجوع إلى المواعيد الثقافية والفنية وتنفس الصعداء بعد فترة طويلة من الغلق.
ترى فتيحة قبايلي إن الجائحة لم تحمل معها خلال موجة فيروس دالتا انعكاسات سلبية فقط بل شكلت هذه المرة فرصة أمام الكثير من الفنانين والمثقفين الذين استغلوا فترة الحجر الصحي وتوقف الأنشطة وإلغاء المواعيد الثقافية في التركيز على موهبتهم وعلى إنتاج وتطوير أعمالهم ومشاريعهم، فهناك من تفرغ لكتابة الأغاني والتلحين أو سيناريوهات للمسرح وهناك من تفرغ لكتابة الروايات أو القصة أو غيرها من الأعمال الأدبية الأخرى.
عن الانعكاسات السلبية التي سجلت خلال هذه الفترة قالت قبايلي إن إلغاء وتأجيل الأنشطة الثقافية والفنية وضع العديد من الفنانين في وضع حرج معنويا وماديا، فقد أصبح ملزما بالمكوث في البيت منقطعا عن جمهوره وبدون عمل ودخل مادي يعيله.
فأصبحت طاقته محبوسة، فالمثقف أو الفنان يحزن ويكتئب حين لا يجد فضاء وميدان ينشط فيه، بعيدا عن اللقاءات الفكرية والفنية.”
وفي سياق آخر، قالت قبائلي: “لقد كان هناك استعدادا هذه المرة، لمواجهة الجائحة لأننا سبق وان تعلمنا الكثير من السنة الماضية، سواء من باب الوقاية واحترام بروتوكولات الحجر الصحي، أومن باب تقديم الدعم المعنوي والمادي كفنانين ومثقفين للآخرين من خلال الأنشطة الافتراضية أو عمليات التحسيس والتوعية حول أخطار الفيروس ونجاعة اللقاح وفي مرات كثر المساهمة رغم الضائقة المالية التي يعيشون فيها في مساعدة المتضررين أكثر منهم.
وأشارت أن الأنشطة الافتراضية مهمة جدا خلال هذه المحنة للتخفيف من وطئها على نفسيات المواطنين خاصة وأن هذه الموجة من الفيروس قد سجلت خلالها أعدادا رهيبة من الضحايا بين مصابين ووفيات.”
وكشفت قبايلي أنها تنتظر بفارغ الصبر تجلي الأزمة الصحية وعودة الأنشطة الثقافية إلى الواجهة لتفصح عن مشاريعها الفنية، وفي انتظار ذلك تدعو الجميع إلى اتخاذ الحيطة والحذر والتمسك أكثر بتعليمات الوقاية وتطبيقها على أتم وجه، متأسفة أنه يوجد من يتهاون بالأمر ولا يعي خطورة هذا الفيروس القاتل بالرغم مما خلفه من خسائر بشرية واقتصادية واجتماعية وثقافية”.