22مؤلفا في أحدث الكتب المصنفة تحت الكتاب الجامع

«تيسمسيلـت مدينة الغروب».. رؤى تاريخيـــة وجغرافيـــة وسياحية وأدبيــــة

أمينة جابالله

تناول الكتاب الجامع “تيسمسيلت مدينة الغروب”  الصادرعن دار يوتوبيا للنشر والتوزيع، التعريف بالمنطقة التي أجمع المؤرخون على أن أصل التسمية في حدّ ذاتها ينقسم إلى قسمين، وعليه فإن “تيسم” تعني كلمة غروب و«سيلت” تعني الشمس،حيث تعود هذه التسمية إلى اللهجة المستعملة من طرف سكان المنطقة قديما الأمازيغ ومنذ ذلك العهد تداولت التسمية على المنطقة بتيسمسيلت.
أشرف على تأليف كتاب “تيسمسيلت مدينة الغروب” الذي شارك في تأليفه 22 كاتبا من المنطقة، الكاتب تريكي محمد حيث يعتبر هذا العمل العلمي والمعرفي اجتهاد شخصي منهم، فقاموا من خلال تأليفه، التعريف بالولاية سياحيا وتاريخيا وأدبيا، كما قاموا بترجمة محاوره إلى اللغة الإنجليزية التي أصبحت عملة الرقي والحيوية في شتى الميادين في وقتنا الحالي.
تطرّق الكتاب في فصوله الأربع التاريخ
والجغرافيا والسياحة، بالاضافة إلى الشقّ الأدبي الذي تضمن نصوص أدبية، إلى التعريف بولاية تيسمسيلت، وذلك باستعمال الوصف، الاسنباط والاستدلال، ولمزيد من الدقة العلمية في كل من فصل التاريخ والجرافيا والسياحة إستعان المؤلفون 22 ببعض التقديرات الكمية والمعايير ذات النسب المئوية، أما الجانب الأدبي فقد تمثل في نصوص مثيرة للجدل والتشويق واقتباسات لقصص شعبية  حدثت بالمنطقة المدعومة ببعض من الأمثال
والحكم المتداولة في ربوع هذه الرقعة التي تأسر كل زائر ووافد جاء ليستمتع في رحابها الساحرة بظاهرة متعة غروب الشمس.
وفي ذات الصدد، تناول الكتاب في فصلية الجغرافي والسياحي زاويا هامة في الدقة والتحليل، ليتمكّن القارئ من تصحيح معارفه من المعلومات الموثوقة حول المنطقة، استدلالا على ذلك جاء في الجانب الجغرافي مايلي: تقع ولاية تيسمسيلت بالهضاب العليا الغربية شمال خط الاستواء بين خطي عرض 30- 32 درجة وخطي طول 03 درجة محاذيا من الشرق لخط غرينتش، متميزة بموقع استراتيجي لتواجدها بالقرب من الجزائر العاصمة بحوالي 220كلم شمالا وهي بمثابة بوابة الجنوب تتربّع على مساحة قدرها 3151.37 كلم²، يسكنها حوالي 299.910 ألف نسمة بكثافة 9 ن/ كلم². يحدّها شمالا ولاية الشلف وعين الدفلى وشرقا ولاية المدية وغربا ولاية غليزان وجنوبا ولاية الجلفة وتيارت. (المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين لولاية تيسمسيلت. 2009. ص 11)، تتكون أراضي الولاية من مناطق جبلية والتي تمثل 65٪ من إجمالي مساحة الولاية، والباقي تشغلها المرتفعات وبدرجة أقل السهول.
أما من الجانب التاريخي ركزت سطور الكتاب على البعد الحضاري للمنطقة، حيث تمّ الاشارة إلى تعاقب الزمن، بالاضافة إلى الحضارات التي مرّت شخوصها بالولاية، ومما جاء في الكتاب أنه كانت تيسمسيلت كغيرها من المناطق مكان تواجد للجنس البشري، حيث في العصر القديم كان الونشريس تابعا لمملكة ماصيصيليا التي كانت تسيطر على الجزء الغربي من الجزائر والمغرب، لكن بعد ظهور النوميدي ماسينيسا عجل بسقوط هذه المملكة وغيرها، حيث استطاع بعدها أن يؤسس المملكة النوميدية سنة 203 ق.م.
وفي نفس السياق، استهل الجانب السياحي بالحظيرة المسماة عين عنتر الجهوية ببلدية بوقايد التي تعد موقعا سياحيا هاما بالولاية، نظرا لما تحمله من مؤهلات جعلتها وجهة لكل زائر، حيث ورد في الكتاب بأن المنطقة تتوسّط الحظيرة دائرتي برج بونعامة والأزهرية وعلى مقربة من حمام سيدي سليمان المعدني، أنشئت بقرار 170 المؤرخ 2 ماي 1983، تبلغ مساحتها 502.2 هكتار، وتشتهر “عين عنتر” بأشجار الأرز الغابية وكذا شجرتي “السلطان والسلطانة” الواقعتين داخل إقليم الحظيرة ببوقايد، اختلاف المظاهر الطبيعية في المنطقة جعل بوقايد الساحرة جنة على سطح الأرض، هذا وتستقطب الحظيرة الجهوية عددا كبيرا من الزوار الذين يأتون من كل مكان بحثا عن المتعة والترفيه.
من جهته كان للشق الأدبي مساحة راقية، حيث وظفها 22 مؤلف لبسط ماجادت به قريحتهم ومما حمله نبض أقلامهم من نصوص لا تقل متعة من جمالية المكان المسمى تسيمسيلت.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024