لم نستفد من تجربة السنة الماضية
وصف الكاتب الصحفي عبد الكـريم شــقــروش تداعيات أزمة فيروس كورونا على الوسط الثقافي والفني بالكارثة خاصة على شركات الإنتاج السينمائي والسمعي البصري، التي أفلس عدد كبير منها فيها يصارع الباقي من اجل البقاء، هذا في ظل غياب سياسة دعم للفنانين والمثقفين وعدم الاستفادة من تجربة السنة الأولى من الأزمة، إضافة إلى أسباب أخرى يحدثنا عنها من خلال هذا الحوار.
«الشعب»: كيف هي انعكاسات الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد على المثقف والفنان؟
«عــبــد الكـــريم شــقــروش» : جائحة الكورونا عصفت بالعمل الثقافي والفني في الجزائر، فعدد كبير من شركات الإنتاج السينمائي والسمعي البصري أعلنت إفلاسها، وأخرى تصارع البقاء بكثير من الأمل، هناك جمعيات فنية كانت تقتات من بعض العروض الخاصة بأنشطتها ومنذ بدء الجائحة علقت كل شيء وهذا ما جعلها تسير بخطى ثابتة نحو الاندثار وهلاك العائلات التي تعيلها، الكورونا أوقفت إنتاج العشرات من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وكل هذا عصف بحياة الفنان الجزائري وجعله بطالا رغما عنه.
كورونا حولت حياة الفنان والمثقف الذي لا يزاول عملا مستقرا، إلى جحيم وذلك بسبب انعدام المدخول المالي الذي كان لصيقا فقط بالإنتاج الفني والثقافي. لو كان هناك قانونا للفنان لشاهدنا صور فنانينا ومعهم مثقفينا تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي وكلها بؤس لواقع لا يرحم وقدر لا يغفر.
- هل هناك استعداد وظروف مغايرة لمواجهة الأزمة عد تجربة السنة الأولى من الوباء؟
اكتسبنا تجربة الصبر والتقرب إلى الله والإيمان الدائم بالقدر والقضاء. عدا ذلك لم نكسب شيئا من تجربة السنة الماضية. لم تتغير السلوكيات كثيرا ولا طرق مجابهة الوباء والنتيجة تدهور الوضعية الوبائية.
- كيف تتعامل كمثقف مع الجائحة وهل أثرت في موهبتك؟
أتعامل معها بكل حذر، حيث أصبحت أحد كثيرا من تنقلاتي ولا ألتقي بشركائي في العمل إلى للضرورة القصوى، أجلت البدء في عمليات اختيار الممثلة التي ستتقمص الدور البطولي لمسرحيتي، كان لي برنامج كاستينغ كان من المفترض أن ينطلق من الفاتح جوان إلى الفاتح جويلية، لكن الكورونا قررت أن أؤجل برفقة فريق إنتاجي، كل شيء إلى أجل غير مسمى....
- ما رأيك في الأنشطة الافتراضية التي تقدم للمتلقي للتعويض عن إلغاء البرامج الثقافية والفنية ؟
مبادرة عرض الأفلام السينمائية والمسرحيات على منصات شبكات التواصل الاجتماعي، أعتقد بأنها خطوة جميلة جدا للتخفيف عن المتلقي.
- هل من مشاريع جديدة ؟
سيقوم التلفزيون الجزائري الشهر الداخل بعرض البرنامج القصير الذي أشرف على كتابة نصه والموسوم بـ « أرضنا الخضراء «، وذلك للموسم الرابع على التوالي...
- رسالتكم للجميع في هذه الأوقات الصعبة ؟
علينا أن نكافح هذا الوباء كما كافح سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم الأوبئة والأمراض قبل 1300 سنة وذلك بالبقاء في المنازل والحجر الصحي. لابد لنا أن نطبق بروتوكول الوقاية بغسل اليدين والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والدعاء إلى الخالق الجبار أن يرفع عنا الوباء والغلاء وأن يدفع عنا المحن والبلاء يا واسع المغفرة والرجاء.