بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتفجيرات مرفأ بيروت بدأ الفنان الجزائري شمس الدين بلعربي بالبحث المستمر منذ الفاجعة الوطنية على جمع صور كل الشهداء ليستوحي من ملامحهم عملا فنيا إنسانيا، وسعى أن لا يبقون مجرد رقم يذكر وفكر أن يخلد أرواحهم ذاكرة وصورة، وعليه بدأ برسم لوحة فنية عبّر فيها عن نفسه وأصالة عن كل فنان جزائري، وبذلك يكون قد أرسل رسالة فنية جزائرية ليؤكد التضامن الوجداني للفنان الجزائري وواجب حضوره في كل الأزمات التي تخصّ الوازع الوجداني للحمة الوطن العربي .
رسم الفنان شمس الدين بلعربي بجوارحه رسما يحمل بورتريهات لكل الشهداء الذين ستظل أسماؤهم تعانق القلوب والذاكرة، حيث اعتبر في تصريحه للشعب، أن هذا الرسم واجب للتعبير عن تضامننا كجزائريين ومحبتنا للشقيقة لبنان ولكل الأشقاء، ولكل الأهالي الذين مازالوا يستذكرون اللحظات الحرجة الذي شهدها الحائط القصير المسيّج بمنطقة المرفأ من جانب الطريق السريع على مدخل بيروت الغربي٬ويستذكرون تزاحم أسماء قتلى الانفجار برسومات وشعارات وكلمات مغلفة بالصبر والدموع والدعاء .
وفي ذات الصدد أضاف المتحدث، بأن الفكرة بدأت حيث “أردت أن أبرز عمق ما أحسست به من الآلام تجاه الأشقاء اللبنانيين من أهالي ضحايا التفجير، فبدأت أبحث في المواقع الإعلامية وقصاصات الجرائد والتواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية عن صور الضحايا وكلفني هذا جهد وإرهاق شديد، بعدها بدأت بالعمل كل يوم صباحا وكنت أعيش مع كل خطوة أخطوها لهذه اللوحة وبعد مرور الوقت وبصبر شديد أنهيتها وكانت في الأخير هذه اللوحة الفسيفسائية التي تضمنت صور207شهيد .
وأشار في الأخير شمس الدين بلعربي بأن اللوحة التضامنية التي مثلت الفنان الجزائري، لاقت تفاعلا كبيرا في الأوساط الثقافية والسياسية والاجتماعية اللبنانية، حيث نشرها ريكاردو كرم الإعلامي والمحاور والمنتج والكاتب اللبناني على صفحته الرسمية في التويتر، كما نشرتها عدة صحف لبنانية منها النهار اللبنانية وجريدة الأخبار وجريدة نداء الوطن وإذاعة مونتيكارلو الفرنسية ووكالة الأنباء الروسية سبوتنيك وموقع Arab News en Français الذين أجمعوا على الإشادة بموقف الجزائريين دائما بالمساندة في المحن والأزمات.