الباحثة والكاتبة ربيحة حدور:

الكتابة التزام ورسالة نبيلة

فاطمة الوحش

كاتبة مختلفة بنغمات حروفها ونبض قلمها، إنسانة طموحة رغم حداثة سنّها وتجربتها اليافعة، تحاول إثبات قلمها وشق طريق لنفسها في خضم يكتظ بالأقلام الكبيرة، متسلّحة بما تجود به قريحتها، مفعمة بأمل غد ترنو إليه، محاربة العقبات والعراقيل شعارها «لا تكن كاتب بلاط، تموت ويبقى القلم»، هي الكاتبة والباحثة «ربيحة حدور» في هذا الحوار مع «الشعب».
بداية حبّذا لو تقدّمين للقراء نبذة عن سيرتك، وتطلعيهم على إنجازاتك؟
الباحثة والكاتبة ربيحة حدور: ربيحة حدور من مواليد ديسمبر1995، ابنة قرية تامريجت بولاية بجاية، أستاذة تقدّم دروسا خصوصية للطورين الابتدائي والمتوسط، باحثة دكتوراه في السرديات وتحليل الخطاب وكاتبة روائية، كتبت روايتين «أنا لست رجلا» و»عقم شرف»، إضافة إلى أعمال أكاديمية لم تنشر بعد.

-  ماذا تعني الكتابة بالنسبة لك؟ وكيف كانت بدايتك معها؟
 الكتابة بالنسبة لي التزام ورسالة نبيلة لتفكيك الوعي تدريجيّا. تمثل الكتابة حالة تعاطف إنساني ورؤيا تجسد وعي الكاتب، إنّها الهمزة الواصلة بين الآلام والآمال، هي ترميم ما انكسر وتعرية ما ضمر، وإبانة عن رؤيا الكاتب تجاه القضايا التي لا يمكن تجاوزها.
بدايتي معها لم تكن مقصودة، لم أتوقع يوما أن أكون كاتبة بقدر ما توقعت أن أسير على الدرب الأكاديمي، اختارتني الكتابة منذ صغري وامتلكت الجرأة للنشر منذ سنة. لا بداية مع الكتابة، إنّنا نكبر معها وتلبي رغباتنا في مواجهة حالات الاغتراب.

-  ما هي نظرتك لحالة الأدب في الجزائر؟ ولماذا؟
 حالة الأدب في الجزائر متواضعة، لا أعمّم طبعا. يعود هذا لأسباب كثيرة أرى منها: انسحاب النقاد والنخبة الأكاديمية من النقد الفعلي والبناء أغلب النخبويين في الجزائر يميلون إلى قراءة الأعمال النقدية لنفس الأسماء الأدبية الكبرى فلا ينتقدون الأقلام الرّديئة، ولا يشجّعون الأقلام الشبابية التي تستحق ذلك، إضافة إلى تغليب دور النشر الاهتمام بالطابع الاقتصادي دون الاهتمام بمحتوى المنشور، كما يقع اللوم الأكبر على الكاتب لدخوله الساحة الأدبية جاهلا بمقومات وتقنيات وتطورات الجنس الأدبي الذي يكتب فيه.

-  ما هي رسالة الأدب عند الكاتب؟
 شخصيا أعتقد أنّ رسالة الأدب تكمن في حفاظه على إنسانية الإنسان بالدرجة الأولى ثم تعرية المضمر، وكشف الحقيقة المغيّبة بالحديث عن الهامش في كلّ جوانبه. رسالة الأدب هي الترميم وتنمية الوعي، والحفاظ على الذاكرة مع توفير المتعة الأدبية دون شكّ.

-  برأيك هل الأدب وليد الواقع الذي يعكسه الإنسان ويعبر عنه؟ أم أنّ الأدب دلالة على موقف الإنسان وانعكاس لذاته تجاه الواقع؟    
 كلاهما معا، الأدب لا يبدأ ولم يبدأ من العدم بل من نظرة الأديب إلى العالم ووفقا لدرجة وعيه به يمكننا الحديث عن انعكاس الواقع في أدبه.

-  باعتبار أنّك باحثة أكاديمية في مجال السرديات وتحليل الخطاب، هل ترين أنّ النقد مكمّل للإبداع، أم أنّ العلاقة بينهما لم تكتمل حتى الآن؟
 النقد ليس مكمّلا للإبداع بل موازٍ له، يسيران جنبا إلى جنب. المفروض هو أن يتابع النّقد الحركية الأدبية ويغربل إنجازاتها، وقبل ذلك يكون الاستناد إليه ضرورة لكيلا يكتب الكاتب وفق الأهواء فينتج نصّا رديئا.

- ما هي برأيك مهمّة المثقّف اليوم في عالم يصعب تغييره؟
 في وقتنا هذا الذي يقصى فيه المثقف فعليا من لعب دوره التوعوي النخبوي، ليس له دور أكثر من ترميم ما انكسر على مستوى الفهم التاريخي للظواهر وتوجيه الرأي نحو الأصح. أظنّ أنّ المثقف لا يجب أن يقبل بالانسحاب لأنّها أولى بوادر انهيار الأمّة.

-  في الأخير كلمة ختامية؟
 الكلمة الختامية أوجّهها للكاتب وللقارئ، أقول للكاتب: لا تكن كاتب بلاطٍ، تموت ويبقى القلم، أمّا للقراء الكرام فأنا أخاطب منهم طبعا الشباب وهم أملنا: لا تروّج لكتاب رديء ولو بانتقاده سلبا، لا تتبع المشهور فالشّهرة ليست معيار الجودة، كونوا سفراء الأدب الإنساني. شكرا جزيلا لكم على هذه المحاورة الطيّبة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024