كثر الحديث عن العراقيل التي تتخبط فيها صناعة الكتاب..مشاكل بالكم يتقاذف كرتها كل الفاعلين في الميدان..وقدّمت حلول بقي الكثير منها بدون تجسيد على أرض الواقع أو تسير بخطى بطيئة. أرجع الروائي زين بخوش من خلال هذا الحوار أسباب اختلال مجال سوق الكتاب إلى انعدام إستراتيجية واضحة ومدروسة تولي للتوزيع الأهمية اللازمةو وتجعل من الكتاب منتوجا قابل للاستهلاك على أوسع نطاق.
الشعب: ما هي نظرتك لوضع الكتاب وصناعته اليوم في الجزائر؟
الكاتب زين بخوش: الكتاب في معظم الدول هو المرآة الحقيقية التي تعكس المجتمع، فهناك مجتمع يستهلك المواد الغذائية بكثرة حتى يبذر، وهناك مجتمع له ميزانية ويستهلك الكثير منها في شراء الكتب وقراءتها. هناك مجتمعات مكتباتها منجزة ومغلقة، وهناك مجتمعات تحول كل ما تجده من مقرات فارغة إلى مكتبات والى قاعات للمطالعة..أما في الجزائر فلم تكن من الأولويات بالنسبة لصناعة الكتاب.
- لكن لم يكن دائما الوضع بهذا السوء، ألم يعرف المجال تطورات وإرادة واضحة لتحسينه؟
تطوّرت صناعة الكتاب بعد 1988، هناك بعض الأقلام التي استطاعت أن تكتب مذكرات وهذه الكتب مرتبطة في الغالب بدور النشر، عندنا بعض من هته الأخيرة واذكر على وجه الخصوص، دار الشهاب، القصبة والأمة وغيرها، أما في نظري أكبر مشكل يواجه هذا المجال والمؤلفين والناشرين هو مشكل التوزيع..
- فعلا يعتبر التوزيع الحلقة الضّائعة في مجال صناعة الكتاب، والمشكل الذي يؤرق المؤلف والناشر دون استثناء، أين يكمن الخلل يا ترى؟
نحن نطبع ما نطبع ولكن التوزيع يبقى غائبا، مثلا أنا أصدرت أوّل كتاب لي سنة 2014، ولحد الآن ليس متواجدا في عدد من النقاط، في مدينة وهران لم تصلهم كتبي لحد اليوم، وبالتالي يبقى على المؤلف أن يتتبع كل مراحل الإنتاج، وحين يصدر كتابه يكدس وهذا مشكل عويص..
وتبقى المعارض هي الشيء الايجابي الوحيد في مجال صناعة الكتاب والمتنفس الوحيد للكاتب وللقراء، وللأسف فقد أغلقت أبوابها بسبب جائحة فيروس كورونا.
- وإذا حدث هناك تغيير للأمور، فكيف سيكون؟
هناك تغيير للأمور تساهم فيه مواقع التواصل الاجتماعي، فأي كتاب يتم الإشهار له عبر فايسبوك أو عبر واتساب وغيرها من المنصات..فقد نشرت 3 كتب في الخارج، وأؤكّد أنّ دوري ينتهي متى أمضي العقد مع دار النشر التي تتولى عملية الإشهار والتوزيع على نطاق أوسع، وتشارك إصداراتي حتى في المعارض الدولية.
- إذن مشكل غياب إستراتجية وقوانين؟
نحتاج إلى قوانين يسن بموجبها توزيع الكتب..هناك طريقة جديدة في التوزيع محتشمة تعتمدها دار النشر التي أتعامل معها في الجزائر، وهي عن طريق البريد، بحيث يبعث القارئ ثمن الكتاب ورسوم التوصيل..علينا مثلا أن نضع على مستوى المدارس حصص المطالعة، وأن نضع عليها علامة جيدة لتحفيز التلاميذ على القراءة والاستفادة من الكتب.