استقطب المونودرام الجديد «كياس ولا باس» في أول عرض رسمي له، ليلة الاثنين، بمدينة بومرداس، جمهورا عريضا خاصة من العائلات، حيث تجاوب وتفاعل كثيرا مع مختلف مراحل وتطورات هذه القصة المسرحية الواقعية، حسبما شاهدته «وأج».
يندرج عرض هذا العمل المونودرامي، الذي أخرجه عبد الغاني شنتوف وتقمص بطولته الفنان فوزي بايت، بقاعة العروض لجامعة امحمد بوقرة، ضمن فعاليات أيام
بومرداس الوطنية في المونودراما، بمشاركة عدد من الوجوه الفنية والمسرحية والسينمائية.
وعالج هذا العمل الدرامي الاجتماعي، الممزوج بقالب فكاهي، من خلال شخصية العياشي (التي تقمّصها الفنان فوزي بايت)، يوميات محترفي مهنة الكياسة في الحمامات وواقعهم والمشاق التي تعترضهم والتضحيات التي يتكبدونها في سبيل كسب لقمة العيش و راحة مرتادي هذه الفضاءات.
وتدور أحداث هذا العمل الفني الإبداعي، الذي ألفه المسرحي أحمد رزاق، بأحد الحمامات بمدينة داخلية من الوطن حيث يحاول المدعو «العياشي»، كياس الحمام،
إقناع إحدى الفتيات بالزواج منه، ولكن الخجل بمهنة الكياسة التي يمارسها يمنعه عن مصارحتها بذلك.
وتتطور أحداث المشهد الدرامي مع مرور الوقت في ظل المشاكل التي يواجهها الكياس مع مرتادي الحمام، وعندما يقتنع بضرورة المغامرة وإخبار الفتاة التي يريد الزواج منها بنوعية العمل الذي يسترزق منه، يكون قد أخذ القرار متأخرا، عندما يصل إلى مسامعه بأن المرأة التي كان يحلم بها أقدمت على الزواج من شخص آخر.
وعلى مدار أزيد من ساعة من الزمن، عالجت هذه القصة، من خلال مزاج وتقلبات شخصية البطل، مشاكل اجتماعية ونفسية وسياسية متنوعة بتنوع الأشخاص على اختلاف مشاربهم ومراتبهم في المجتمع، الذين يرتادون على هذا المكان الاجتماعي المميز بشكل دوري نهاية كل أسبوع.
يذكر أنّ مدينة بومرداس تعيش، منذ أمس الإثنين، على وقع فعاليات أيام بومرداس الوطنية في المونودراما، التي ستتواصل على مدار خمسة أيام بمشاركة عدد من
الفنانين والمسرحيّين وجمعيات فنية ونقاد من مختلف ولايات الوطن.
وتتضمن هذه الفعالية التي تستهدف إبراز المواهب الشبابية في العمل المسرحي، حسب المنظمين، عروض مونودرامية وكوريغرافية وألعاب الخفة وورشات تكوينية، ينشطها عدد من الوجوه الفنية في المسرح والسينما، على أن تختتم التظاهرة بتنظيم قافلة ثقافية ورحلة استكشافية إلى قصبة دلس العتيقة لفائدة المشاركين.
ويشرف على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية، التي تحتضنها كل من قاعة العروض للجامعة ودار الثقافة رشيد ميوني بمدينة بومرداس، تحت شعار «شعلة الشباب و ضرورة التكوين»، جمعية الشعلة للمسرح والسينما، بالتنسيق مع الرابطة الولائية للنشاطات الثقافية والعلمية والمعهد الوطني للفنون الدرامية ومديرية الشباب والرياضة بالولاية.