تناولت الرّؤية الإخراجية للشّعر في المسرح

مناقشــة أوّل مذكّرة ماســـتر بمعهــد بــرج الكيفــان

أسامة إفراح

يسير المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري على طريق تكريس البحث العلمي المعترف به في المنظومة الجامعية الجزائرية، حيث شهد المعهد، الكائن مقرّه ببرج الكيفان، مناقشة أول مذكّرة ماستر في تاريخه. وقدّم الطالب علي عنبتاوي، في إطار تخصّص الإخراج المسرحي، مذكرة تخرّج حول الرؤية الإخراجية للشعر في المسرح»، واختار لها نموذج قصيدة «لاعب النرد» لشاعر القضية الفلسطينية محمود درويش.

بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان نهاية الشهر المنقضي، قدّم الطالب الباحث علي عنبتاوي (تخصص الإخراج المسرحي دفعة 2021)، أوّل مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في المعهد، عنوانها «الرؤية الإخراجية للشعر في المسرح…قصيدة (لاعب النرد) للشاعر محمود درويش أنموذجاً»، وذلك أمام لجنة مناقشة ترأّسها د.كمال جايب، وضمّت د - حبيب بوخليفة مشرفًا عامًا، وأ - إبراهيم نوال مشرفًا، وأ - رابح هوادف مناقشًا.
وتناولت الدراسة الرؤية الإخراجية للشعر في المسرح، على اعتبار أنّ «الإخراج المسرحي يمثل الفيصل بين النص سواء كان درامياً أو شعرياً من جهة، ومن جهة ثانية ما يتبلور من أشكال وأنماط العروض المسرحية على اختلاف مدارسها وطرق تقديمها ورؤاها». كما نوّه عنبتاوي إلى أن «النص الشعري كان لصيقاً بالمسرح منذ النشأة، حيث شكّلت النصوص الشعرية ذات البناء المحكم مادة للعروض، ويجب أن نفرق هنا بين الشعر المسرحي والمسرح الشعري، فالشعر المسرحي هو النص المكتوب شعراً، ولكن الغنائية فيه تهيمن على الحوار والصراع والبناء الدرامي». أما المسرح الشعري، يضيف عنتباوي، «فيعنى به النص المكتوب شعراً، وهو قابل للتمثيل لأن البناء الدرامي فيه يهيمن على العناصر الغنائية ويصيرها لمصلحة التمثيل». وممّا سبق، طرحت الدراسة إشكالية «ما الذي يمكن أن يضفيه المسرح للشّعر؟ وما هي المقاربات الإخراجية الجمالية التي تبرز الصورة الشعرية؟».
ولعلّ من بين ما دفع الباحث إلى التفكير في طرح موضوع «يحاول أن يكون جديداً» في مضمار الأبحاث التي تناولت الشعر في المسرح، وليس فقط ما قدمه المسرح للشعر، هو كون المسرح الشعري ما يزال بحاجة إلى دراسات أكثر رغم أنه قدّم الكثير من العروض، ونال اهتمام عدد لا يستهان به من الدّارسين. ومن هنا، كان لزاماً على هذه الدراسة طرح مفاهيم جديدة، كما سعت الدراسة إلى البرهنة على سعة ما يطوعه المسرح من خلال العرض، والرؤية الإخراجية، وتوظيف الجماليات لتقديم النص الشعري في سياق دلالي بعيد عن الظرف والأساليب المباشرة التي درجت عليها الكثير من العروض السّابقة، كما لاحظ الباحث.
وتوزّعت مادة المذكّرة على المقدّمة على فصلين، تطرّق الأول إلى المسرح والشعر، وإلى شعر محمود درويش في المسرح، أما الفصل الثاني فتضمّن تحليل قصيدة «لاعب النرد» تحليلاً إخراجياً، ثمّ الرؤية الإخراجية للقصيدة وآليات تجسيدها ركحياً. كما شفع علي عنبتاوي عمله بتقديم عرض «لاعب النرد» المستلهم من قصيدة محمود درويش.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024