يصدر شهر سبتمبر المقبل، عن مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط، كتاب جماعي دولي تحت عنوان «المخدرات الرقمية: مقاربات متعدّدة التخصّصات». يبحث الكتاب في مفهوم المخدرات الرقمية، وهو نوع جديد من المخدرات يختلف عن نظيرتها التقليدية، كما يبحث الكتاب في سبل الوقاية من انتشارها والحد منها ومكافحتها وفق مقاربات متعددة التخصّصات.
إصدار جديد ينوي مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط تدعيم المكتبة الجزائرية به، هو كتاب «المخدرات الرقمية: مقاربات متعدّدة التخصّصات»، وهو نتاج استكتاب جماعي دولي سيصدر شهر سبتمبر المقبل، تحت إشراف وتحرير د.عمر بن عيشوش.
يعالج هذا الكتاب مفهوم المخدرات الرقمية، والبحث في سبل الوقاية من انتشارها والحد منها ومكافحتها وفق مقاربات متعدّدة التخصّصات. حيث يؤكد المشرفون على الاستكتاب أنه، مع التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم، ظهر نوع جديد من المخدرات يختلف عن المخدرات التقليدية كالحشيش والقنب الهندي والهروين والكوكايين، ويتمثل في المخدرات الإلكترونية أو الرقمية، التي تتمثل في إقبال المراهقين والشباب وحتى الكهول على سماع الموسيقى الصاخبة بذبذبات مختلفة، بحيث يقوم المتعاطي لها بعزل نفسه في غرفة مع إطفاء الإنارة الكهربائية وجميع الأجهزة التي من شأنها أن تشوش عليه في الغرفة، ثم يسترخي مغمضا عينيه ثم يقوم بتشغيل الملف الصوتي بصيغة (mp3) الذي يحمل بالمجان في البداية من اليوتيوب «youtube» وبعد إدمان الشخص عليها تصبح مدفوعة الثمن، ويتم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب ضحايا جدد.
ويضيف ذات المصدر، أن هذا النوع من المخدرات اقتصر، في البداية، على فئة الشباب من مستوى معيشي راقٍ، ثم انتقل لعموم الشباب في المجتمعات العربية، وانتشر في الجزائر أيضا لاسيما بين أوساط الشباب والمراهقين في الثانويات والجامعات والإقامات الجامعية بالمدن الكبرى. وممّا زاد في خطورة هذه الظاهرة أنَّها أصبحت تهدّد استقرار المجتمع وتطوّره، لما تخلّفه من أضرار خطيرة على الفرد والمجتمع من الناحية الصحية، النفسية، الاجتماعية والاقتصادية. وقد أخذت منحىً خطيرًا بانتشارها الواسع في المجتمع باختلاف مستوياته وفئاته العمرية، فلم يعد الأمر مقتصراً على مجرّد ممارسات فردية نادراً ما تحدث ويمكن التعامل معها بالعلاج الطبّي أو الفردي، بل أصبحت ظاهرة معقّدة ومتداخلة الأبعاد.
ويستدعي ذلك مواجهة موجات المخدرات الرقمية والوقاية منها، من خلال معالجة هذا الموضوع والمساهمة في توعية أفراد المجتمع من مخاطره وانعكاساته السلبية وفق مقاربات علمية شاملة، من حيث الأسباب والنتائج والحلول الممكنة، وسنّ القوانين المجرّمة لهذا الفعل والتأسيس لأجهزة المكافحة، ووضع مشكلة المخدرات الرقمية على رأس قائمة النشاطات التربوية والصحية والتثقيفية، من خلال تشكيل لجان مختصة بالتعاون مع الهيئات الرسمية التي يسهر على عملها مختصون في مجال: العلوم الإسلامية، الطب، علم النفس، علم الاجتماع، القانون، التربية والتعليم، الأمن..، وذلك للقيام بجهود وقائية شاملة لرسم استراتيجية وطنية لمكافحة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الجزائري.
وللكتاب محاور نذكر منها: الإطار المفاهيمي للمخدرات الرقمية (تعريفها، تاريخ ظهورها، كيفية تعاطيها، مواقع تسويقها..)، المخدرات الرقمية وفق رؤية شرعية (حكمها الشرعي، أثرها على المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية، آليات مكافحتها وفق المنظور الشرعي)، المخدرات الرقمية وفق رؤية قانونية (تجريم المخدرات الرقمية، أثرها على تفشي الجريمة، علاقتها بالجريمة الإلكترونية، آليات مكافحتها وفق المنظور القانوني)، ووفق رؤية اجتماعية (أسباب الإقبال على المخدرات الرقمية، دراسة حالة لفئات من متعاطي المخدرات الرقمية، مخاطرها على الفرد والأسرة والمجتمع، آليات الوقاية والعلاج، دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية) وأخيرا المخدرات الرقمية وفق الرؤية النفسية (آليات واستراتيجيات العلاج والتكفل، دور الأخصائيين النفسانيين في العلاج والتكفل والادماج)، إضافة إلى محاور بحث أخرى لها علاقة بالموضوع.