مشاركون في معرض التّراث غير المادي يؤكّدون:

تكريمنا في عيد الاستقلال يدفعنا للاستمرار والتّميّز

أمينة جابالله

على وقع التّكريمات وتوزيع شهادات المشاركات الشرفية، تمّ اختتام فعاليات معرض التراث غير المادي الموسوم «حضرة الموروث الثقافي الشعبي» الذي دام أيام ٥، ٦ و٧ جويلية الجاري، بقصر الثقافة مفدي زكرياء، تزامنا مع عيدي الاستقلال والشباب. المناسبة التي سمحت لـ 40 عارضا وعارضة من مختلف الولايات من المشاركة لإبراز عدة جوانب من التراث العميق الذي تزخر به الجزائر.

في جوّ مميّز تمّ إسدال ستار معرض الموروث الثقافي الشعبي المتزامن مع عيدي الاستقلال والشباب، تخلّلته عملية توزيع شهادات شرفية على 40 مشاركا ومشاركة، أشرف عليها نائب المديرية الفرعية لتثمين التعابير الثقافية والتقليدية والشعبية سمير خلوفي، بمعية طاقم التنظيم الذي سجل العلامة الكاملة في حسن التسيير والاستقبال، إلى جانب مرافقة العارضين، وتسهيل مهمة الإعلاميين لتأدية دورهم في تغطية مجريات الحدث الذي تضمّن تصريحات حصرية مقتضبة، مازج فيها كل عارض كلمات السعادة بعبارات الامتنان للمناسبة الوطنية العظيمة التي سجلوا فيها صفحة مشرفة، متمنين تكرار المبادرة الطيبة في مناسبات وطنية مقبلة بحول الله.
كشف ممثل دولة فلسطين صلاح الدين الحنطي زوج سميرة حجي، بأنّ مناسبة عيدي الاستقلال والشباب كانت مناسبة لإطفاء مشاركته الـ 52، وقال في هذا الصدد: وإنّه من دواعي الفخر أن أتلقى خلالها شهادة تكريمية، وأتقاسم  فرحة العزة بالنصر والحرية مع العارضين الذين مثلوا الجزائر أحسن تمثيل، وبرهنوا على أواصر الهوية التي ستبقى شامخة كشموخ القمم فوق الجبال.

-  نحن الشباب مسؤولون على نقل التّراث
 في ذات السياق، صرّحت ممثلة دار «ڤاتو رومسية»، المختصة في الحلويات التقليدية والحلويات الجافة: نحن هنا في هذا المعرض بصدد إحياء التراث التقليدي الجزائري، الدافع الذي جعلنا نحن فئة الشباب نحمل شعار إحياء التراث هو حبا وعرفانا لهويتنا ودفاعا عن أصالتنا، فإذا لم نحمل نحن الشباب هذه المسؤولية فمن سيحملها».
من جهته أشار «الشاف» إلياس المختص في المأكولات العالمية والتقليدية في نفس الوقت، إلى إنّ «مشاركتي اقتصرت على التعريف بالشكل العصري للأكلات التقيلدية مع المحافظة على نفس المذاق الأصلي، الغاية من هذه التجربة هو فتح الباب للأجيال الصاعدة لتستقبل كل ما هو أكل شعبي تقليدي موروث، وترويضه في أشكال جديدة بمذاق الأجداد مع العناية بالغذاء والقيمة الصحية لمختلف الأطباق.

-  شهادة التّكريم..جواز سفر للاستمرار
 بالمناسبة، عبّرت في كلمتها المقتضبة حفيظة زواوي، مختصة في الطرز التقليدي على الحقائب اليدوية والطرابيش عن سعادتها، وأدلت بهذا التصريح: تعتبر هذه المرة الثالثة التي أشارك فيها والمشاركة التي تحصلت فيها على شهادة مشاركة، فأصالة عن نفسي أثمّن هذه المبادرة الطيبة التي تعتبر في حد ذاتها تشجيعا لنا كحرفيين على بذل المزيد من المجهودات واستحداث العديد من الابداعات  والاستمرار.

-  جهود 20عاما..وأمنيات في الأفق
 أشارت العارضة خيار هجيرة بهذه المناسبة الوطنية، بأنّها كانت بمثابة تكريم جهودها الذي جاء بعد 20 سنة من الخبرة في الحلويات التّقليدية من كل ولايات الوطن..هي تأمل أن تحقّق أمنيتها، ألا وهي فتح مدرسة مختصّة في الحلويات التّقليدية الجزائرية الأصيلة.

-  الرّسم على الخشب فن يقاوم الاندثار
 في ذات الصدد، قالت بسمة سادات فنانة تشكيلية في الرسم على الخشب وسائر الإكسسوارات الخشيبة المختلفة، بأنّها تحرص على إتقان هذه الحرفة التي كانت معروفة منذ القدم، وهي تسعى جاهدة على المشاركة في كل مناسبة وطنية لتبرز هذا الفن المندثر، فلقد كان أغلب الحرفييين أيام زمان تقول بسمة خاصة ممتهني النجارة يحرصون على تلوين العديد من الأثاث كالصناديق وكراسي الطاولة، وعلى إضافة لمساتهم في عدة مستلزمات البيت كالمرايا وبعض من مواد الاستعمال والتحف المنزلية.

- المعارض وعلاقتها باكتساب الخبرة
في حين أشارت ممثلة المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للاستثمار والمواطنة، أن الهدف من هكذا معرض هو إبراز القيمة الوطنية من جهة، والمساهمة في إنشاء مؤسسات مصغرة ومتوسطة من جهة، فأي شاب حرفي يستطيع أن يشارك في التعريف بمنتوجه، وإبراز لمسته الخاصة التي ستخوله إلى كسب خبرة واكتساب أفكار جديدة عن طريق احتكاكه مع مختلف العارضين.

-  الدّقة مطلوبة..والفرصة للجميع
 في ذات السياق، استقبلتنا العارضة ممثلة دار توفتي «ب / فاطمة» لصناعة المجوهرات والأكسسوارات والصناعة التقليدية والعصرية بكلمات مسجوعة تحاكي فن الغناء الشعبي، وذلك قبل أن تعرج على ما تحويه منصة عرضها الزجاجية من أكسسوارات تقليدية كالسخاب وخيط الروح الذي جاء بعدة ألوان، وقالت المتحدثة بأنّها تعلمت هذه الصنعة عن طريق جارتنا، وهي بالتالي تريد أن تعلمها إلى كل من لها ميل بهذه الحرفة التي تتطلب الكثير من الصبر، الدقة والمثابرة..

- ترويج اللّباس التّقليدي تكنولوجيا
قالت العارضة رتيبة سرايعية المختصة في تلبيس الدمى باللباس التقليدي، إنّ هذه أول مشاركة لها على المستوى الوطني، أين احتفت باللباس التقليدي عن طريق دمى، الفكرة التي جعلتها تستخدم تطبيق الانستغرام لترويج الموروث الثقافي، ومن خلاله يتسنى لها تصوير كل دمية باللباس التقليدي وتركيبة وبثه ونشره عبر فيديوهات نالت نسب مشاهدة لا بأس بها.
وفي ذات السياق، أكّدت مصمّمة الأزياء سهيلة على الاستمرار في نقل التراث من جيل إلى جيل، ونوّهت حرصها على حضورها ومشاركتها في عرض باقات من الألبسة النسوية التقليدية في عدة مهرجانات ومناسبات ثقافية ما هو إلا دليل على رفع من قيمة الموروث الشعبي الذي سيظل حاضرا وبقوة.

-  مشاركة خاصة في يوم مميّز
أمّا العارضة نعيمة واريس، صاحبة محل شمس للمنتوجات الغذائية الخالية من الغلوتين المتواجد ببوفاريك، وكان لها تدخل على شكل نداء، وبكل أمانة نقلناه وكان كالتالي: مثل كل معرض أشارك فيه أحاول أن ألبّي طلبات الذين يعانون من مرض السيلياك، المرض الذي يمنع عليهم تناول كل ما له علاقة بالعجائن المصنوعة من القمح ومشتقاته. وعليه في كل مرة أفكّر في منتوج غذائي متكامل يفي بالغرض، ومن خلاله سيتمكّن الذين يعانون من حساسية القمح أو من حسايسة الحليب أن يشتروا مستلزماتهم التي للأسف يجدونها نادرة في مختلف المحلات، فهذا المرض أصحابه يعانون في صمت وأغلبهم من ذوي الدخل الضعيف والضعيف جدا ممّا يجبرهم وضعهم على المغامرة بحياتهم التي يعيشونها بلا أمل، أتمنى أن أجد الدعم من طرف المسؤولين، وسأظل أطرق بابهم مهما كلّفني ذلك من خسارة مالية، فالخسارة تتعوض أما أرواح هاته الفئة إذا ذهبت لن تعود.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024