سليمان.. أرجوك لا تتعب نفسك.. رجاء اسمعني فقط.. إننا نحبك يا رجل يا طيب..
بصعوبة بالغة كان يجهد نفسه على الطرف الآخر من الهاتف ليقول لي «بارك الله فيك.. كررتها مرة ثانية.. سليمان أنا وعائلتي نحبك. كن قويا لأجلنا..
كان هذا قبل أيام وهكذا أراد الله أن يكون آخر ما يسمع بيننا من عزيز كلام. أيها العزيز الراحل لم نلتق منذ زمن ايها العزيز.. أحاديث هاتف وضحكات نسرقها من الزمن الخاطف في مدننا المتباعدة الى أن فجع قلبي فيك هذا الصباح. لا أعرف إن كان في اللغة ما يكفي من أدوات عن فجيعتنا فيك وفي صدمة غيابك الأبدي من مكاني القصيّ هنا على ضفة نهر «بوتوماك» تبدو المسافة مجهدة جدا، لكنها قريبة في عمقها حتى التماهي عندما تحط بنا المشاعر عند قواعد المنشأ والمنبت والحلم المشترك، لكن أكثر من ذلك عند أداة التعبير المشتركة التي عشقنا سويا وكل منا اختار أن يعبر لهذه المعشوقة الساحرة بطريقته الخاصة «لغتنا الجميلة».
سليمان العزيز.. وداعا.. كم كنت أتمنى أن أقول مرحبا وألفا حمدا لله على سلامة قلبك ونبضك، لكن إرادة الله فينا لا رادّ لها وتلك هي إرادة الله فينا صديقي.
الرحمة لروحك الطيبة والمقام الأبدي الرفيع لها والعزاء الكبير لعائلتك الكريمة الصغيرة ولعائلتك الكبيرة الجزائر، ذلك الوطن الذي أحبك مجتمعا أيها العزيز هذا المجد من المحبة هو وحده ما يليق بك صديقي.. محبة أبدية لذكرك الطيب يا عزيز.