ريم القمري شاعرة وقاصة تونسية وظّفت حرفها الجميل للحديث بجرأة وشجاعة عن المرأة ومعاناتها وكفاحها، طموحاتها وأحلامها.
صدر لها في الجزائر ديوان «النساء انتظار» سنة 2013، وبالعراق ديوان «على جسدي وشمت تمائمي» عام 2016،وبمصر سنة 2018 ديوان «ما لم يقله الحلم»، كما شاركت في طبعتين من معرض الجزائر الدولي للكتاب، وفي التظاهرة الشعرية «القصيدة أنثى» بالأغواط، لتنتقل هذه المرة من القصيد إلى كتابة القصة بإصدارها للمجموعة القصصية «حياة أخرى لعمر مضى»، والتي تحدثنا عنها من خلال هذا الحوار:
« الشعب»: ماذا تحمل مجموعة «حياة أخرى لعمر مضى» من مواضيع وإلى ماذا يرمز هذا العنوان؟
ريم القمري: تحدثت مجموعة حياة أخرى لعمر مضى الصادرة عن دار الكتاب للنشر بتونس، عن المسكوت عنه في المجتمع أو ما يعبر عنه «التابوهات « المواضيع التي نتجنب الخوض فيها ونفضّل أن فعلنا ذلك القيام به برمزية عالية وبشكل غير مباشر..
أيضا هي صورة المرأة الأخرى المهمّشة والفقيرة والتي كانت ترسخ تحت وطأة الإقصاء وكانت فريسة جاهزة للظواهر الاجتماعية الهدامة مثل الإرهاب والتحرّش والاغتصاب، والمرأة باعتبارها ضحية لكل أشكال هذا الظلم والاعتداء، لكن الرجل أيضا كان ضحية لنفس أشكال الاستغلال. اعتبر أنني من خلال هذه المجموعة حاولت أن أكون صوت هذه الشرائح الاجتماعية الهشّة من جهة وأيضا الشرائح الأخرى التي ربما تكون أفضل اجتماعيا لكنها بشكل ما كانت ضحية في مجتمعات تعاني ازدواجية فكرية واجتماعية وعقائدية ومفهوم الأخلاق فيها شديد التعقيد.
- كيف كان الرجوع إلى المشهد الثقافي بعد أزمة كورونا بالنسبة لريم؟
أعتقد أن الحياة الثقافية في تونس لم تعد إلى سابق عهدها بعد، مازال تأثير وتبعات وباء كورونا مؤثر بشكل كبير على جل الأنشطة، بدأت تعود بنسق بطيء وفي دوائر ضيقة وتقتصر فقط على أنشطة محدودة ولعلّ إقامة المعرض الوطني للكتاب التونسي يعتبر تحدي ومحاولة للصمود ثقافيا.
- حدثينا عن أجواء صالون تونس للكتاب؟
الحقيقة أن الصالون لم يلق إقبالا كبيرا، لأن التوقيت لم يكن ملائما بما أن مواعيد الصالون قارة، كونها صادفت برمجة اجتياز امتحانات البكالوريا وأيضا امتحانات الطلبة في الجامعات. بالرغم من هذا شكل الصالون متنفسا للكتّاب ودور النشر على حد السواء الذين تضرروا كثيرا بسبب جائحة كورونا وإلغاء معرض الكتاب الدولي.
- من الشعر إلى كتابة القصة، هل هو سفر حرفك بين العالمين، أم مغامرة التنوّع في الأسلوب التي تبحث عنها الموهبة؟
في الحقيقة، كان انتقالا اعتبرته سلسا لأنني طالما كنت أتحرك داخل فضاء سردي حتى أن الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج حين قدّم ديواني الأول، تحدّث عن سردية عالية وقال إنه يرى ساردة متخفية داخل الشاعرة، ربما لذلك كان انتقالا سهلا وتلقائيا ربما تأخر في الوقوع لأنني كنت منهكة أولا في الشعر وثانيا لأنني أردت أن تتشكل الكتابة داخلي وتنضج المواضيع.
- هل من مشاريع أدبية قادمة؟
أعمل حاليا على كتابة رواية، كما أن لدي مخطوط مجموعة شعرية جاهزة، وأيضا مخطوط كتاب يوميات جاهز، ولا أدري ربما سأبدأ في كتابة عمل قصصي أيضا.