المخرج بوكاف محمد الطاهر شوقي:

تتويجي بجائزة علـــي معاشي فرصة للانتقـــال إلى الاحـــتراف

حوار: هدى بوعطيح

يرى المخرج الشاب بوكاف محمد الطاهر شوقي، أنّ تتويجه بالجائزة الأولى علي معاشي للشباب المبدع، في فئة السينما والسمعي البصري اعتراف بوجوده كفنان، كما أنّها فرصة  للتقرب من مؤسسات دعم الانتاجات السينمائية، والانتقال من الهواية إلى الاحتراف، مشيرا في حديث مع “الشعب” إلى أنه اتخذ من فن التحريك التقليدي أسلوبا خارجيا خاصا به، ليعيد صياغته بلمسات جماليه حديثة ضمن قوالب عالجت في أغلبها المواضيع الإنسانية المرتبطة بالواقع السياسي في العالم.

-  الشعب: بداية نهنّئك على فوزك بالجائزة الأولى علي معاشي للشباب المبدع، في فئة السينما والسمعي البصري، كيف تلقّيت هذا الفوز؟ وهل كنت تنتظره؟
 المخرج بوكاف محمد الطاهر شوقي: الحقيقة أن حضوري لهذه الفعالية هو الثاني من نوعه بعدما تحصّلت في الطبعة السابقة على تنويه خاص من لجنة التحكيم، اليوم وقد تحصّلت على المرتبة الأولى في صنف السينما، فباعتبار أن هذا الحدث السنوي هو الأكبر ثقافيا من نوعه، فقد تلقيت النتيجة برضا تام، خاصة وأنّ العمل أخذ مني جهدا ووقتا كبيرين، حاولت من خلاله الخروج عن المألوف وتقديم شيء مختلف عن البقية، وهو ما يصنع الفارق مع العديد من الأفلام التي تقدمت للمسابقة، والتي شهدت ندرة في أفلام التحريك ككل مرة.
-   كشاب مبدع في بداية مشواره الفني، ماذا يعني لك حصولك على هذه الجائزة؟ وما الذي يمكن أن تقدّمه لك كإضافة في مجالك الفني؟
 كما ذكرت سالفا، تعتبر جائزة رئيس الجمهورية علي معاشي للمبدعين الشباب اعترافا بصاحبها وبوجوده وحضوره كفنان، وهي فرصة ليتقرّب المخرج (كتخصيص أكبر) من مؤسسات دعم الانتاجات السينمائية، بل وتفتح له أبوابا وأفقا أخرى للانتقال من الهواية إلى الاحتراف.
انتظرت الفرصة، وأظنّها أتت في موعدها بعد إنتاج خمس أفلام تحريك كاملة، وأكثر من 30 مشاركة تنوعت بين الوطني والدولي بحصيلة 20 جائزة، أرى أن هذه المسابقة محطة مهمة في مسيرة المخرج أو الفنان، خاصة وأننا كسينمائيين نفتقد لمهرجانات جزائرية دولية والتي غابت لأسباب معينة.
-  وكيف جاءتك فكرة المشاركة في هذه المسابقة؟
 تعرّفت على المسابقة كتقليد ثقافي سنوي قبل دخولي لعالم السينما، لم أنتبه لضرورة الدخول في تجربتها إلا بعد حضوري لفعاليات الطبعة الـ 14وتحصلي على تنويه من لجنة التحكيم كما ذكرت أعلاه، ازدادت رغبتي في التعريف أكثر بالنوع السينمائي التحريكي الذي أقدّمه، خاصة وأن الأخير أصبح نادرا في العالم العربي عامة ومنعدما في الجزائر خاصة.
- وبالرغم من أن هذا النوع السينمائي النادر ـ كما قلت ـ إلا أنّ أعمالك الفنية قادتك إلى التتويج بعديد الجوائز الوطنية والدولية، فهل كنت تنتظر أن تلقى كل هذا الصدى؟
  باعتبار أنّني أشتغل على هذه الأفلام بشكل فردي، لم اعتبر يوما أو أتوقع أن تشق طريقها نحو النجاح ليس وطنيا فقط بل حتى خارجه، خاصة وأنّني اتخذت من فن التحريك التقليدي أسلوبا خارجيا خاصا بي، لأني مقتنع بحقيقة أن كل ما هو قديم ثمين، تماما كفن التحريك الذي اتجه إلى البرامج والتقنيات الحديثة في الرسم والتركيب، استغليت واقع هذا الفن “الغائب” وأعيد صياغته بلمسات جماليه حديثة، ضمن قوالب عالجت في أغلبها المواضيع الإنسانية المرتبطة بالواقع السياسي في العالم. وبهذا الشكل قرّرت الخروج عن المألوف شكلا ومضمونا، لكن المنافسة تبقى قوية خاصة في المهرجانات السينمائية الدولية، أين تجتمع كل الأعمال ذات الجودة، لكن مسيرة أفلامي لحد الآن أعتبرها جيدة مقارنة بالفترة التي انطلقت فيها.
-  وكيف كانت بداياتك في عالم السينما، وتخصّصك في فئة الأفلام القصيرة وفن التحريك بالذات؟
 لم أبتعد كثيرا عن تخصّصي الجامعي، بعد التخرج مباشرة قرّرت دخول السينما من باب “مهرجان عنابة للأفلام المتوسطية” في آخر طبعاته ضمن ورشة صناعة الأفلام الخمسة التي اختيرت سيناريوهاتها للإنتاج والإخراج، ولكن سوء التسيير حال دون الاستمرار في إخراج الأفلام الروائية.
في نفس الفترة انتقلت لفن التحريك دون دراسة أو تكوين مسبق، لتتوالى الأفلام بعدها، واختلفت تقنيات إخراجها وموضوعاتها وصولا إلى فيلم “بريدج” الذي اعتبره علامة فارقة في مسيرتي القصيرة التي لا تتعدى الأربع سنوات، ولحد اللحظة وللأسف لم أنخرط ضمن أي ورشة خاصة بهذا الفن، طبعا لغيابها الكلي في الجزائر، حاولت تعويض هذا الاحتياج بالدروس المدفوعة افتراضيا، وبالمواقع التي توفر حاليا كل ما يتعلق بأساسيات التحريك، وبهذا اقتنعت أن الفن إذا دقّ باب الإنسان لن يقف بينهما أي حاجز.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024