على غرار تمكّنها من إصدار كتاب «نوتيلا» للخواطر الذي كان له الحظ في مواكبة العديد من المعارض الدولية كمعرض مسقط والقاهرة، والذي تمّ وضعه ضمن دراسة لشهادة ليسانس بجامعة غرداية، تعتبر الشابة الهاوية هديل عكيف من أقوى المشاركِات والمشرفات على مجموعة من الكتب الجامعية الإلكترونية والورقية من بينها كتاب وتين، النجمية الإستر، وغيرها، ففي حوارنا معها سنوثق معا ما تحتويه جعبتها الأدبية من وقفات وفواصل.
«الشعب»: من تكون ضيفتنا باختصار؟
«هديل عكيف»: هديل عكيف ابنة الواحد والعشرين ربيعا، أنحدر من ولاية غرداية، طالبة جامعية سنة ثالثة ليسانس تخصص هندسة الطرائق، ناشطة جمعوية ومسؤولة لجنة الثقافة والعلوم ومسؤولة نادي «أدب الطفل» بالجمعية الولائية ابن باديس، ورئيسة نادي الإعجاز العلمي في القرآن و السنة بجامعة غرداية.
هل توجد علاقة بين الأدب والعلوم الإنسانية؟
فيما يخصّ علاقة الأدب بالعلوم الإنسانية، فإني أرى في الأدب ذلك الجسر الواصل بين حرف الكاتب والنفس الإنسانية للمتلقي، حيث نجد الأدب، أداة ضرورية لابد منها في توضيح الطريق ورسمه، وتنوير النفس الانسانية لما يقدّمه من أراء وحلول ومشاعر وأحاسيس
وموضوعات ترقى بالانسانية وتلامس الوجدان، خاصة تلك المواضيع الأدبية الاجتماعية المحضة بامتياز.
ماذا تقولين في المهارات الواجب توفرها لدى الكاتب؟
المهارات الواجب توفّرها لدى الكاتب، أولا أن يكون قارئا في الدرجة الأولى، ثانيا أن يكون ملما واعيا متشبعا بما يلزمه للكتابة في مجاله ويعي ما يعيشه ويكون بمثابة مرآة للآراء والأوضاع المتخفية سواء غصبا او قناعة، أن يكون ذو نظرة شاملة لا منحازا لجهة معينة بالإضافة إلى كونه ذو ضمير إنساني يساهم في معالجة قضايا المجتمع من خلال تجسيد الداء «المشكل الاجتماعي» ومحاولة إيجاد الدواء «حل المشكل» خاصة إذا كان كاتبا في المجال الاجتماعي.
هديل مع المعالجة الأدبية والفكرية «للتابوهات» أم لا؟ وكيف تفسّر ذلك؟
نعم أنا مع المعالجة الأدبية والفكرية «للتبوهات» فمنهم من يقدم على هذا الباب من باب الشهرة، ومنهم من يعالجها من باب البحث والتنويه بها والمساهمة في تحقيق أهداف لصالح الإنسانية، فمن جهتي أرى أنه يجب إذا تمّ التطرّق لهذه المعالجة أن تكون حذرة، لأنها سلاح ذو حدين فهي تحتاج شجاعة ووعي تام بالشيء الذي سيقدم عليه صاحبه، لهذا وجب علينا كفاعلين في المجتمع، أن لا نكف عن كشف المستور الذي في ظاهره صلاح وباطنه فيه للذئاب صياح.
ما هي أهم المعيقات التي يتعرّض لها الكاتب الهاوي؟
أهم المعيقات التي يصطدم بها الكاتب الشاب، هي قلة الإقبال على الكتاب خاصة في مجتمعنا، فتجد الكاتب الشاب هنا يتعب من اجل نشر عمله، وفي الأخير يصطدم بعالم اللاقراءة فيبقى هذا الشيء معوقا أمام مضي الكاتب المبتدئ، إضافة الى وجود مجموعة من الذين يزعمون أنفسهم نقادا فيجعلون الكاتب يقع في شركهم لما يقدمونه من نقد هدّام .
باختصار ما هي الخطوات التي ساهمت في تكوين رؤيتك الأدبية؟
من الأشياء التي ساهمت في تكوين رؤيتي الفكرية والأدبية، الاحتكاك بأصحاب المجال الأدبي و محاولة الخوض في ساحتهم والتعرّف على أعمالهم، والخوض في مناقشة أفكارهم وأفكار الذين سبقوهم أمثال طه حسين .
أين هديل من رصيدها الأدبي؟
عن رصيدي الأدبي، لا يمكن أن أقول عنه وافرا، إلا انه متواضع فمهما نهلنا من الأدب، نجد أنفسنا لم ننهل إلا القليل لأن الأدب بحر واسع وعميق، ولهذا وجب عدم الارتواء والاقتناع بل التعمق والتلهف لمعرفة أقصى شيء ممكن.
وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
بالنسبة لأعمال المستقبلة فهي وفيرة إن شاء الله، في القريب العاجل ستصدر لي رواية ستكون بمثابة مفاجأة لمحبي حروف هديل عكيف المعروفة بلقب صاحبة السّمو، إضافة الى فتح قناة على اليوتيوب بمحتوى مذهل والعديد العديد من الانجازات التي ستكون موضع الدهشة والتشويق.
هل من كلمة في الأخير توجهينها للشباب المبدع؟
كلمتي للشباب العربي المحب للإبداع، أقول لك إبقى على شغفك، على حبك للابداع والتمييز، لأنك ستتحول بلا شكّ من محب وطامح، إلى فاعل وتساهم في الرقي بصرح الإبداع سواء في الوطن العربي أو العالم ككل، أما للكُتاب عامة أقول لكم أجعلونا نرسم أدبا محضا نستطيع أن نخلفه أبناءنا، أدبا صالحا يستطيع من بعدنا أن يتبناه بكل فخر، دعونا ننهض بأمتنا أمة إقرأ.