نظّم مسرح باتنة الجهوي «الدكتور صالح لمباركية»، بالتنسيق مع جمعية الشباب المتطوعين بباتنة، ندوة حول الكاتب المسرحي والشاعر والأديب «خالد بوعلي» الذي رحل في 31 ماي المنصرم عن عمر ناهز 63 سنة، إثر مرض عضال ألزمه الفراش، بعد غرس أبجديات الفن الرابع في نفوس الكثير من شباب باتنة، الذين كانوا ينشطون نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، في إطار مسرح الهواة، ليصبح أغلبهم اليوم ممثلين محترفين.
تناولت الندوة التي حضرها مجموعة من المثقفين والإعلاميين وكذا أفراد أسرة المرحوم أعمال الكاتب المسرحي والأديب «خالد بوعلي»، الذي ترك بصمته خاصة في الساحة المسرحية؛ من خلال أعمال وصفها أهل الاختصاص بـ «ذات نوعية».
وأكد المتدخلون، بالمناسبة، أن هذه الأعمال ستثري لا محالة الساحة الأدبية والمسرحية محليا ووطنيا، معبرين عن تميز نصوص هذا الأديب والمسرحي بالدقة والعمق في المعالجة، كما ألحّوا على أن تلقى أعماله غير المنشورة الرعاية والطبع، وحرصوا على ضرورة التعريف به وبأفكاره وسط الشباب، خاصة المهتمين بأبي الفنون. فبالنسبة لهم يكن بوعلي كاتبا مسرحيا فحسب، بل كان شاعرا وقاصّا باللغتين العربية والفرنسية، ومثقفا واسع الاطلاع، ساهم في تأسيس العديد من الجمعيات الثقافية والفنية المسرحية بعاصمة الأوراس.
وفي هذا السياق، أفاد الفنان متعدّد المواهب سليم سهالي، بأن المرحوم كان شخصية ذات أبعاد متعدّدة، ساهم بشكل كبير في إثراء الساحة المسرحية بمدينة باتنة، إذ كانت له نظرة مخالفة لتلك النظرة الكلاسيكية. ويمكن إدراج أعماله ضمن ما يسمى بالمسرح الفقير، كونه يركز على البساطة في التواصل مع المتلقي، ويؤمن بأن المسرح هو وسيلة لإيصال الأفكار إلى عامة الناس.
ومن جهته، تطرّق الفنان والممثل المسرحي لطفي بن السبع لدقة بوعلي في كتاباته المسرحية قائلا: «رغم أنه كان في الأصل أستاذا في اللغة الفرنسية، إلا أنه كان متمكنا جدا من اللغة العربية، وهو ما أظهره من خلال نصه المسرحي «يوغرطة»، الذي أنتجه مسرح باتنة الجهوي بمناسبة تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» في سنة 2015، وأخرجته الفنانة المرحومة صونيا».
أما الفنان المسرحي فؤاد لبوخ، فقد اعتبر أستاذه «خالد بوعلي» الذي درسه مادة تاريخ الفن في نهاية الثمانينات بملحقة باتنة بالمعهد الوطني للفنون الدرامية «كاتبا موسوعة».
يذكر أن المرحوم وُلد في 10 فبراير 1957 بمدينة باتنة التي درس بها إلى غاية الثانوي، قبل أن يزاول دراسته الجامعية بجامعة قسنطينة في تخصّص علوم الأرض. وعمل أستاذا سابقا في المسرح والأدب الفرنسي بكلية اللغات الأجنبية بجامعة باتنة، وأستاذا في مادة اللغة الفرنسية في الثانوي، ترك المرحوم العديد من المؤلفات المسرحية؛ منها: «قال يا ما قال» التي أُنتجت من طرف ناشطين في مسرح الهواة قبل افتتاح دار الثقافة، وأعمال أخرى أنتجها مسرح باتنة الجهوي؛ كـ «الصوت»، و»جرعة حقيقة»، و»يوغرطة»، و»بدون تعليق» التي أخرجها للمسرح الوطني عمر معيوف في سنة 2000، و»خارج أسوار المدينة»، التي أنتجها مسرح سكيكدة الجهوي، فيما طبع مجموعة قصصية باللغة العربية بعنوان «الباب الآخر».