كشفت مصالح عليمة من مديرية الثقافة والفنون لولاية باتنة، عن توصل اللجنة الوطنية التي كلفتها وزيرة الثقافة مليكة بن دودة لغرض إنشاء الحظيرة الثقافية بغوفي إلى تحديد محيط الحظيرة المرتقب إنشاؤها بموقع غوفي، التابع لبلدية غسيرة، بولاية باتنة والتي ستشمل بحسب اللجنة بعض المناطق من ولاية بسكرة التي تحوي هذا المعلم الثقافي العالمي.
أشارت مصادر إلى أن الحظيرة الثقافية التي ستكون مصدرا للاستثمار الثقافي وموردا ماليا هاما في حال استغلت بنظرة اقتصادية وستساهم في تفعيل الحركة الثقافية بالمنطقة، كونها ستتربع على مساحة جغرافية كبيرة تشمل بحسب خبراء الأرضية الواقعة ما بين الوادي الأبيض، وكذا وادي عبدي، وذلك على مسافة اجمالية تفوق الـ 100 كلم عرضا.
ويهدف هذا المشروع الثقافي الهام إلى المحافظة على هذا التراث المادي، وكل ما له علاقة بإنجازات الإنسان في هذه الرقعة الجغرافية عبر مراحل زمنية متفرقة ضاربة في عمق التاريخ أفضت إلى موروث ثقافي كبير من عادات وتقاليد وتراث مادي ولا مادي إضافة إلى عديد المقومات الطبيعية والإيكولوجية والثقافية والتي ستساهم بعد تفعليها في رفع تنمية المنطقة وتحسين الإطار المعيشي لساكنتها.
وكانت لجنة وطنية متكونة من خبراء ومختصين في الجرد الثقافي قد عاينت المنطقة عدة مرات، عقب قيامها بزيارات ميدانية لهذه الجهة، بغية إحصاء كل ما تتوفر عليه من مقوّمات مادية ولا مادية بدقة لإنشاء هذه الحظيرة وتشجيع سكان المنطقة على مساعدتهم على إخراج هذا المشروع إلى النور بالحفاظ على ما تزخر به من كنوز.
ومعلوم ان منطقة غوفي تشتهر بشرفاتها الساحرة المعروفة عالميا نحتها الإنسان القديم في الصخور وبين قلاعها أقام لعقود غابرة من الزمن مستخدما نمطا عمرانيا فريدا من نوعه يعكس تاريخ وعراقة وطبيعة المنطقة التي تتميز بدفء في فصل الشتاء وبرودة في ليالي الصيف أصبحت بهذه المواصفات محجّا لعشاق السياحة الجبلية والثقافية.