غالبا ما تشكّل الثّقافة «سلاحا» أمثل للدفاع عن القضايا العادلة، إذ تحمل بكل أمانة رسالة الشعوب المناضلة من أجل الحرية وتقرير المصير، وتؤرّخ لبطولات الثوار وتضحيات الشهداء، وهذا ما يحمله ديوان الشاعر الصحراوي سيد ابراهيم سلامة أجدود «وطن وذاكرة».
جمع ديوان وطن وذاكرة للشاعر الصحراوي سيد ابراهيم سلامة أجدود، 46 قصيدة تغنّى من خلالها باللغة الحسانية بصمود وتضحيات شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب، ونضاله المستمر من أجل استرجاع حقّه الشرعي في تقرير مصيره، واستعادة سيادته على كامل تراب الصحراء الغربية.
ينقسم الديوان إلى قسمين: يحمل القسم الأول عشرين قصيدة يروي فيها الشاعر سيد ابراهيم سلامة اجدود شهداء جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وثورات المقاتلين الصحراويين ضد نظام المخزن، وأيضا قصائد ملهمة لبطولات الجيش الصحراوي وعزيمة أفراده مواصلة النضال حتى النصر أو الشهادة.
كما يحمل الديوان بين صفحاته السبعين قصائد أخرى أودعها الشاعر الحنين إلى الأراضي المحتلة وإلى الأهل والأقارب، الذين فرقت بينهم الحرب وجدار العار، وتطرقها إلى مواضيع أخرى من حياة المجتمع الصحراوي العريق.
للإشارة، ورث سيد ابراهيم سلامة اجدود موهبته في الشعر الشعبي عن والده الشاعر سيد ابراهيم. ويشتغل حاليا كاتبا بدائرة اجديرية بمخيمات اللجوء، وهو يوصف حرفه في مساندة القضية الصحراوية والتعريف بها بين المثقفين في كل أنحاء العالم.
وإلى جانب القصائد، يحمل ديوان «وطن وذاكرة» شروحات باللغة العربية ،العديد من القصائد وكذا نبذة عن حياة الشاعر وأعماله. طبع الديوان بالجزائر عن المؤسسة الوطنية المطبوعات الفنية، وقدم من قبل الباحثة زينب محمد الشباب تحت إشراف محمد عالمي لمن.