تحتضن كلية اللغة والأدب العربي والفنون بجامعة باتنة يومي 5 و6 أكتوبر من السنة الجارية الملتقى الوطني الأول بتقنية التحاضر عن بعد حول المنجز الشعري الجزائري المعاصر وراهن التحوّلات والإبدالات والإكراهات، وهي دراسة في الحساسيات الشعرية الجزائرية الجديدة من تنظيم بيت الشعر الجزائري بذات الولاية، ويأتي اختيار الموضوع حسب لجنة الملتقى جراء وتيرة التسارع في «تحولات الحياة وصيروراتها؛ وعيا انطولوجيا، أشكالا ومفاهيم، إيديولوجيات وفلسفات، قيما ومذاهب وصولا إلى مطلب التحديث والتجدّد وإعادة النظر في الأساليب والمواقف المعيشة».
شهد المنجز الشعري الجزائري عديد التجارب الشعرية منذ اللحظات الأولى لكينونة القصيدة، ما دفع هذا التمظهر إلى اتساع الأفق المعرفي والبعد الفلسفي للشعر، ثم الخروج بالشعر من ضيقه الإيديولوجي، حسب ورقة الملتقى «الذي كان مرتهنا فيه طيلة العقود الشعرية السابقة، نحو تحوّل الشعر إلى نوع من الكتابة المعرفية التي تستعيد أسئلة الشعر الكبرى».
أكدت لجنة الملتقى، أن حركة الحداثة الشعرية في الجزائر شهدت «مواكبتها لمختلف الصيرورات التي تمرّ بها حركية الشعر العربي المعاصر، حيث تمظهرت هذه الصيرورة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في نصوص الشعراء عبر أجيال شعرية مختلفة، وتتمظهر راهنا بشكل جلي عبر الحساسيات الشعرية الجديدة التي خلفتها حالة التشظي في مرحلة التسعينيات بمختلف تحولاتها السوسيوثقافية والسياسية الإيديولوجية والمعرفية والإعلامية».
أضافت ذات الهيئة، أن «التحديث في الشعر ليس ناموسا من نواميس الحياة الإنسانية وحسب، وليس واقعا مأهولا باشتراطاته، بل إنه مع هذا وذاك مطلب واع تحركه القصدية التحديثية التي تدرك أن الشعر إن لم يغيّر ريتمه وأشكاله ورؤاه سيعزل نفسه عن دائرة الوجود، ويختار منفاه بعيدا عن الحياة، وهو ما أثار أسئلة الحداثة والتحديث في الشعر منذ قضية الشعر الحرّ إلى أيامنا هذه».
يهدف الملتقى إلى استقراء راهن الشعر الجزائري وواقعه من خلال الخطابات الواصفة والدارسة، دراسة مسار الحساسيات الشعرية الجديدة، وآفاقها الفلسفية المعرفية والوجودية، وتحولاتها على مستوى الوعي الشعري، وموقفها من المرجعيات والإكراهات التي تتعرض لها من المؤسساتية إلى ضيق الخطابات المؤدلجة، كما يسلّط الضوء على النصوص الشعرية الجزائرية وسياقاتها الثقافية، مع فتح النصوص الشعرية الجزائرية على المتلقي وتجاوز الحدود الجغرافية بين الشعراء والمتلقين، بالإضافة إلى تتبّع تحوّلات وإبدالات المنجز الشعري الجزائرية المعرفية والجمالية.
اختارت لجنة الملتقى خمس محاور لتكون ضمن جلسات المنجز الشعري الجزائري المعاصر من بينها الحساسيات الشعرية الجديدة وأسئلة الشعر الكبرى «الشعر والفلسفة، في معرفية أسئلة الواقعية والالتزام، الشعر ورؤية العالم أما المحور الثاني فتضمن الحساسيات الشعرية الجديدة وسؤال المعنى انطلاقا من «كتابة الذات، الامتدادات الدلالية وتحرير المعنى، شعرية التفاصيل ، وتضمن المحور الثالث الحساسيات الشعرية الجديدة وأسئلة الثقافة، كالأنساق الثقافية في المنجز الشعري الجزائري، الراهن الشعري الجزائري والمؤسساتية الثقافية، الخصوصية الثقافية الجزائرية في واقع النص، أما المحور الرابع فخصّص للتنويعات التشكيلية في هندسة النص الشعري المغاربي المعاصر التي من بينها الكتابة الجديدة وإبدالاتها، التجريب، تداخل الأجناس والفنون والمعارف، حيث اختيرت الأنواع الشعرية الجديدة مثل قصيدة النثر، الكتابة الشذرية، الومضة، الهايكو، النص الشعري الرقمي والتفاعلي في المحور الخامس والأخير.
ويشرف ويؤطر الملتقى كوكبة من خيرة أساتذة الأدب العربي بجامعات الجزائر، من بينهم مدير الجامعة البروفيسور عبد السلام ضيف وعميد كلية اللغة والأدب العربي، د. لخضر بلخير، وتتولى أستاذة الأدب والنقد المعاصر الدكتورة سليمة مسعودي رئاسة الملتقى.
للتذكير، وضعت لجنة الملتقى شروطا للمشاركين في هذا الموعد الأدبي الاكاديمي الهام من أساتذة وباحثين في الحقل الأكاديمي والمهتمين بميدان الشعر عدم الخروج عن محاور الملتقى كضرورة الالتزام بشروط البحث العلمي مثل الموضوعية والأمانة العلمية، التوثيق الدقيق، وأن تكون الورقة البحثية أصيلة وغير منشورة ولا مستلة من بحث أو مقال أو كتاب وأن تتضمن المداخلة ملخصين بالعربية والإنجليزية في حدود 200 كلمة، وألا يتجاوز عدد كلمات المداخلة 7000 وألا يقل عن 4000، حيث ستنشر المداخلات في عدد خاص يضم أعمال الملتقى بإشراف بيت الشعر الجزائري وحدّد آخر أجل لإرسال الملخصات في الثالث من شهر جويلية على أن يكون الرد على الملخصات يوم 10من نفس الشهر، أما آخر أجل لإرسال المداخلات فقد حدد يوم 31 جويلية 2021.