«مقهى السقيفة» بالقصبة

شاهد على تــراث المحروسة و»قعـدات زمـان»

حبيبة غريب

انطلقت الفكرة مند أكثر من سنتين عند دويدي محمد رسام ونحات في محاولة منه لحفظ ولو بالشيء القليل من تاريخ قصبة الجزائر وعادات سكانها القدامى. فكرة جسّدها بتحويل «سقيفة» إحدى «الدويرات» القديمة إلى مقهى صغير حمله الكثير من التحف التذكارية ومنتوجات، موهبته النحت فوق الألمنيوم والنحاس، وجعل منه مقرا لـ «قعدات» زمان الشعبية.
 تزيّن الرواق القديم بعض الألبسة التقليدية والأواني النحاسية القديمة  المعروضة أمام مدخل المقهى الصغير الذي باش يشبه مغارة علي بابا من خلال الكثير من التحف المعروضة بحب فوق الرفوف وعلى جدران السقيفة القديمة..
أفرشة و زرابي و أواني نحاسية و فخارية، لوحات فنية، صور  لمعالم القصبة، الحايك العاصمي و»العجار» ومنحوتات صاحب المكان وأعماله الفنية...كلها  تتزاحم لتملأ المكان جاعلة منه مقهى ومتحف ورواق فني في ان واحد.
يتمثل الهدف من استحداث هذا المكان يقول دويدي في تصريح لـ «الشعب» هو محاولة الحفاظ على تاريخ القصبة العريق ولو البعض منه، وأيضا الحفاظ على عادات و تراث زمان المادي واللامادي. بالحفاظ على القصبة لا يقتصر في نظري على  المعالم والمباني فقط بل يشمل التراث الشعبي والحرف والأكلات وغيرها.
وتعطي السقيفة المحولة إلى مقهى نفسا أخر للدويرة التي كانت في ما قبل تعج فيها الحياة، بحركة النسوة وهن يقمن بواجباتهم وأعمالهم اليومية في قلب الدار وقعدات الرجال وحكايتهم في السقيفة.
يقوم دويدي بتقديم الشاي والقهوة للزوار، الذين يستدرجهم الفضول إلى المقهى الصغير أو يجلبهم المرشد السياحي ويدعوهم للسفر في الزمن على أنغام مشايخ الشعبي وعبر الصور والتحف التي جمعها منذ سنوات.
كما ينظّم من حين إلى آخر قعدات شعبية فنية كامل التي كانت تقام في المحروسة..ليبقى مقهى السقيفة محطة استراحة لزوار القصبة وشاهد على صمودها وتقاليدها وتراثها اللامادي في وجه الزمن والزوال.
للإشارة، ينحت دويدي صورا لمعالم القلعة على أواني من نحاس وألومنيوم يبيعها للزوار، ويخلد في كل واحدة من تحفه الجميلة شق من تاريخ قصبة الجزائر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024