ينظّم معرض جماعي بعنوان «عبق الرّيشة في عالم الألوان والأشكال»، والذي يجمع عدّة لوحات فنية لفنانين قدموا للاحتفال بأعمال باية النّاجحة في إطار الصالون الوطني للفنون التشكيلية الذي تنظّمه الجمعية الوطنية «لوسيوس» للفنون والآداب.
يجمع هذا المعرض الذي يستضيفه قصر الرياس (الحصن 23) والذي يختتم، اليوم، حوالي 90 لوحة من تيارات فنية مختلفة لـ 45 فنانًا من بين الشباب والقدماء والعصاميين وحاملي الشهادات، قدموا من جميع مناطق الجزائر للإشادة بباية محي الدين (الاسم الحقيقي فاطمة حداد «1931-1998») ومسيرتها الفنية «غير العادية» التي مكّنت المرأة الجزائرية من «الارتقاء بقيمها الناجمة عن تقاليد الأجداد إلى مصاف العالمية»، حسبما أوضحه الشاعر ورئيس الجمعية، فرحات بوشملة.
وأضاف بقوله إنّ «باية، مؤسّسة مدرسة البساطة، كانت أحد الملهمين بالرسام العظيم بابلو بيكاسو (1881-1973)، الذي كرست له العديد من لوحاتها وأهدت له بعضا من نصوصها».
وتمثّل اللوحات التي عرضت في الطابق الأول من القصر صورا للنساء والوجوه المتحركة والطبائع الساكنة والأشياء والأواني المختلفة أو حتى الأشكال المكونة من مختلف الأشكال والألوان المتنوعة، وصمّمت وفقًا لمعايير تيارات الرسم المختلفة، بما فيها الرسم التوضيحي والتعبيري والتجريدي أو حتى الرسم الإيمائي بتقنيات مختلفة مثل الزيت أو الباستيل أو الأكريليك على وجه الخصوص.
كما تميّز المعرض بتكريم الفناة باية من خلال تقديم درع تكريمي لابنها رشيد حي الدين، بالإضافة إلى جوائز أخرى سلمت خصيصا لممثل فناني الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الذين لم يتمكنوا من التنقل، علاوة على فنانين اثنين من فلسطين، هما زكي سلام (نحات) وزوجته هانا ديب (فنانة رسامة).
ويتضمّن برنامج الصالون الوطني للفنون التشكيلية زيارات إلى المتاحف وقصبة الجزائر والموقع الأثري بتيبازة، بالإضافة إلى تنظيم ندوة حول حياة باية ومسيرتها، وقد طلب من الفنانين المشاركين المشاركة في ورشات الرسم لتقديم أعمال جديدة يتبرعون بها «لخزينة الجمعية»، حسب فرحات بوشملة.
ويُنظّم الصالون الوطني للفنون التشكيلية والمعرض الجماعي للوحات الفنية «عبق الريشة في عالم الألوان والأشكال» تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون بالتعاون مع جمعية نشاطات الهواء الطلق بباب الواد بالجزائر العاصمة.