نظم مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (كراسك)، بوهران، أمس، مائدة مستديرة وسمها بعنوان: أن تكون كاتبا في القرن الواحد والعشرين»، خصصها لـ»مسارات الأدباء الجزائريين» وذلك ضمن مشروع البحث المتعلق بـ»حقول الآداب المكتوبة بالجزائر 2010-2020»، وقد حضر النّدوة نخبة من الكتّاب، ونشّطها محمد داود وليلى موصدق.
اتفق معظم الكتاب المشاركين في الندوة، على دور مكتبة الأسرة في التنشئة على الكتابة، ذلك أن القراءة هي الرافد الوحيد لتأصيل فعل الكتابة، كما عاد معظم الكتاب إلى المشارب الأدبية الأولى التي نهلوا منها، واكتسبوا بفضلها ذائقتهم الأدبية شعرا ونثرا، كما اتفقوا على الدور الهامّ الذي لعبته الصحافة الوطنية من خلال صفحاتها المخصّصة لإبداعات الشباب، على غرار الصفحات التي تخصصها «الشعب»، «النصر» و»الجمهورية»، إضافة إلى عدد من الجرائد الناطقة بالفرنسية التي خصصت أركانا لتشجيع الكتابة الإبداعية والثقافية.
وشهدت ندوة «مسارات الكتاب» مشاركة واسعة من طرف الفاعلين في عالم الكتابة باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، سواء لمن شاركوا بالحضور في المركز، أو الذين اضطرّوا إلى المشاركة عبر منصة الملتقيات Zoom بسبب ظروف الجائحة، غير أن البثّ المباشر على أنترنيت، منح الندوة انتشارا واسعا، وحقق لها عددا معتبرا من المداخلات تسمح بوضع تصوّر مجمل عن طبيعة مسارات الأدباء الجزائريين.
وكان منظمو الندوة قد حدّدوا عددا من العناصر المهمة في مسار الأديب، وزعوها في استبيان تضمن مجموعة من الأسئلة تتعلق بلحظة الكتابة الأولى، والأدباء الذين تأثر بهم كل كاتب وكان لهم حضورهم في تجربته الإبداعية، إضافة إلى ما يتعلق بالموضوعات التي يميل إليها كل كاتب، وطبيعة الأسلوب الذي يعتمده في الكتابة.
وبعد عرض شيق لتجربة الأدباء المشاركين، بتنظيم متميز وإدارة مُحكمة، فتح النقاش حول مواضيع تصبّ في أسئلة النّدوة، ونالت مسألة «الإنفاق على النشر» حيزا هاما من الآراء، خلص فيه المشاركون إلى ضرورة العناية بالأقلام الشابة، كما أثيرت مسألة فاعلية الأركان التي تخصصها الصحف للأعمال الإبداعية، خاصة مع الواقع الجديد الذي أحدث متغيرات كثيرة على عالم النشر والاتصال.
وأعلن محمد داود، الباحث بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، أنّ مداخلات المشاركين سيتم إدراجها في كتاب ينشر في مقبل الأيام عن المركز البحثي، كما أعلن عن تخصيص ندوة لـ»الجوائز الأدبية» التي تعرف هي الأخرى كثيرا من الاختلاف في تقييمها.
مواصلة لمشروع البحث حول حقول الكتابة
«مسارات الكتابة الأدبية» تحت مجهر «كراسك»
م. كاديك
شوهد:726 مرة