يؤكد المخرج السينمائي عمار محمدي، أن القارة الإفريقية قطعت أشواطا معتبرة في مجال تطوير وترقية السينما خاصة بدولة نيجيريا، ما ساهم في تطوّر هذا القطاع الذي أصبح مدرا للعملة الصعبة وخالقا للثروة، حيث أصبحت «نوليوود» نيجيريا أكبر صناعة للسينما فى العالم، تنتج سنويا 2500 فيلم وتساهم فى الناتج المحلى بـ3 مليارات دولار كل سنة.
أشار محمدي مخرج ومنتج عدة أفلام بولاية باتنة ورئيس جمعية بانوراما للسينما والثقافة في تصريح لـ»الشعب»، أن السينما أصبحت صناعة قائمة بذاتها تدر الأموال وتساهم في تنمية القارة في عدة مجالات نظرا لفرص العمل الكثيرة التي توفرها والبنى التحتية الخاصة بهذا القطاع الحيوي والهام الأمر الذي يعزّز خلق موارد مالية جديدة توجّه للاستثمار في مختلف المجالات والقطاعات التي تخدم التنمية المحلية وتكرّس الثقافة كحق وتروج لصورة إفريقيا كقارة قادرة على الإنتاج والإبداع والعالمية يضيف محمدي.
وأوضح محدثنا، أن مضامين أفلام السينما النوليوودية تتعلّق أساسا بقضايا التفرقة العنصرية والتمييز ضد السود والاستعمار الأجنبي وتعالج العادات القبلية السيئة، وتشرح مختلف الثقافات الأفريقية، تتمازج فيما بينها لتخلق خليطا يجعل من السينما الإفريقية في قلب الأحداث الواقعة فى السينما العالمية، خاصة بعد ترشّح عديد أفلامها وممثليها لجوائز عالمية كالأوسكار.
كما لفتت هذه السينما أنظار العامل لمختلف قضايا الشعوب الإفريقية ووفقت كثيرا في إزاحة الرؤية الأمريكية لهذه الشعوب عبر هوليوود، حيث احتلت المركز الثانى كأكبر سينما فى العالم، وأصبحت مصدرًا مهمًا فى اقتصاد عملاق أفريقيا بعد النفط والزراعة دولة نيجيريا، خاصة مع استخدام اللغة الإنجليزية بدلا من اللغات المحلية.
كما يستشهد محمدي بتطور السينما الإفريقية وتحوّلها إلى مركز إشعاع ثقافي واقتصادي عالمي بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذي أصبح اليوم رمزا سينمائيا تتلاقى فيها حضارة الآلاف السنين وفنونها ومعابدها الضاربة في جذور التاريخ مع الثقافة الإفريقية العريقة وفن السينما في القارة السمراء، حيث أصبح محط أنظار كل دول العالم من ممثلين ومخرجين وصنّاع للسينما.
فهدف المهرجان حسب محمدي هو دعم وتشجيع الإنتاج السينمائي الإفريقي والشراكة بين دول القارة من خلال توطيد الروابط الإنسانية والسياسية بين شعوب افريقيا وإنشاء شبكة من التواصل المستمر بين صنّاع السينما الأفريقية في جميع أنواع الأفلام، ومساعدة الفيلم الأفريقي للوصول للعالمية، والتحوّل إلى سوق سينمائية إفريقية ليصبح بذلك المهرجان أحد أهم أذرع القوة المصرية الناعمة في القارة الإفريقية.
من جهة أخرى، اعتبر محمدي أن السينما الإفريقية خاصة المصرية منها والنيجيرية قد أصبحت رافدا مهما لتطوير اقتصاديات بلدانها نظرا لما تقوم به من ترويج كبير للسياحة في هذه الدول عبر منتجاتها السينمائية، فأصبحت السينما الأفريقية المساهم الأكبر فى تشجيع السياحة، ومن ثمّ النهوض بالاقتصاد، فأصبح لسينما نوليوود دور لا يمكن إنكاره، متمثل فى إبراز الجانب الإنساني للقارة السمراء، وأصبحت هي الصوت الحقيقي الذى تخاطب أفريقيا من خلاله العالم.
وخلال لقائنا به، عاد محمدي لبدايات السينما النيجيرية التي أصبحت فخر افريقيا ومصدر شهرتها وإلهامها، مشيرا إلى بداية هذا السينما كانت بعد إعلان استقلالها لتمر سنوات من النضال في هذا المجال توّجت بانتشار محطات البث، وأصبحت لكل ولاية محطة بث خاصة بها، وتطوّر الأمر إلى تجارة مربحة مع عملية إنتاجية مبسطة، لا تستغرق وقتا كثيرا لصنع أفلام عبر شريط سينمائي يتمّ عرضه فى دور السينما فى أنحاء نيجيريا.