يسعى الكاتب الناشئ والشاعر الهاوي يوسف هاروني إلى تحصيل رصيد أدبي وفني يُمَكِّنه في القريب العاجل من اكتساح اسمه فوق أغلفة الروايات التي يسهر حاليا على طرز معالمها، ويرى في المثابرة والاجتهاد معبرا للوصول الى حلمه في أن أصبح من الأدباء المشهورين في العالم، ومن خلال حوارنا معه سنكتشف بعض من خفايا مسيرته في مداعبة القلم.
«الشعب»: من يكون هاروني يوسف؟
يوسف هاروني: كاتب وشاعر ومصور من ولاية بجاية وبالضبط من قرية جيمع بلدية تيمزريت ومتحصل على شهادة ليسانس في الإعلام والاتصال..
-ما هي الأعمال التي ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية والأدبية؟
هناك عملين متتاليين اللذان أعتبرهما سببا في تمهيد تكوين رؤيتي الفكرية الأديبة، فلقد نشرت كتابين واحد باللغة العربية يحكي عن الطلاق والآخر باللغة الأمازيغية تمثل في ديوان شعري ضمّ أكثر من عشرين قصيدة، كما أعتبر بأن مشاركاتي في عدة معارض للكتاب إلى جانب الأمسيات الشعرية والمهرجانات الثقافية في الوطن وفي تونس الشقيقة،عوامل لا يستهان بها لأي كاتب مبدع من أجل ترسيخ وتنقيح شمولية الرؤية الفكرية.
- حدّثنا عن النقاط التي ركّزت عليها في أعمالك؟
النقاط التي ركّزت عليها في مجمل أعمالي تصبّ في إطار القضايا الاجتماعية، فمحتوى إصداري الأول الديوان الشعري الذي جاء باللغة الامازيغية وظفته في تقريب القارئ الى الواقع، فمن خلاله تناولت مواضيع تحكي عن الحقرة وفساد الأخلاق وأخرى تتكلم عن الحب والاهتمام، بالإضافة إلى دور ومكانة الوالدين وهكذا، كما ركزت في قصائدي الأخيرة على المجتمع الأمازيغي ودور اللغة الأمازيغية في ترابنا الوطني.
- هل سبق وخضعت أعمالك للترجمة؟
نعم، فلقد ترجمت روايتي صرخة الليالي إلى الأمازيغية والفرنسية والاسبانية التي قريبا ستصدر إن شاء الله.
- كيف ترون دور منصات التواصل الاجتماعي في بروز أعمال أدبية؟
دور منصات التواصل الاجتماعي يساعدنا على التقدّم نحو القمة للتعريف بأعمالنا الثقافية وبالأخصّ الأدبية، فاليوم بات العالم الرقمي الذي تبنى هذا الزخم من التطبيقات الافتراضية هو ملجأ ومقصد كل مبدع وفي كل المجالات على غرار الكتابة نجد حتى الفنانيين التشكيليين وهواة المسرح الذين تمّكنوا من إسماع صوت إبداعهم مقابل حصيلة لابأس بها من المتابعة.
- هل أنت مع أم ضد المعالجة الأدبية والفكرية لـ»التابوهات»؟
أنا مع المعالجة الأدبية والفكرية للتابوهات، وفقا لما تقتضيه ثقافتنا في طرح حلول وأفكار بنّاءة التي تخوّل أعمالنا الصعود إلى سماء العالمية، تيمنا بأسلافنا العلماء والنوابغ الذين كانوا ولازالت أعمالهم تترجم إلى عدة لغات نظرا لما تحمله من قيمة علمية وتحليلية لأغلب المسائل التي تعيشها المجتمعات بسائر أطيافها لهجاتها وأديانها.
- أيهما أكثر قدرة على التواصل مع القارئ الرواية أم القصة القصيرة، وهل انتهى زمن القصة القصيرة؟
القارئ في زماننا هذا يميل أكثر نحو الرواية فمنها يتمتع بالقراءة ويغذى روحه وأفكاره التي تتماشى مع مخيال محتوى العمل المتناول، وأعتقد أن الأمر نفسه بالنسبة للقصة القصيرة، وبالنسبة للشطر الثاني من السؤال أرى بأنه لم ينته زمان القصة القصيرة فهناك أسماء لامعة مخضرمة وجديدة لها أعمال ناجحة كان لها في العديد من المناسبات الثقافية والمعارض السبق الإعلامي لترويج محتواها عبر المقالات التي تناولت فيها قراءات حصرية لحيثيات مايجري بين سطور دفتي غلاف أي عمل جديد لكاتب ما.
- ما هي أهم المعوقات التي يصطدم بها الكتّاب الشباب؟
الكاتب الشاب دائما يصطدم بصعوبات في طريقه الأدبي، فلا توجد المساعدة تقريبا، فهناك من يراه في المجتمع بنظرة حقد ويؤسفني أن أقول هذا، فالواقف على المشهد ليس كمن لم يتعرض له، أما في الجانب المالي فيصعب له نشر مؤلفاته لأن عملية النشر والتوزيع تتطلب قيمة تفوق قدرته في كسبها، فنرجو من كل دور النشر الموجودة في ترابنا الوطني ان تنظر للكاتب من حيث القيمة الفنية التي يسعى من خلالها إثراء الساحة الثفافية، وليس من باب الربح فقط..
- إلى ماذا يعود النهوض بالإبداع في الكتابة وما هي العوامل التي من خلالها سيتدارك المبدع أو الهاوي النقائص؟
يعود إلى شخصية الداخل في عالم الإبداع وكيفية تفكيره في تطوير عمله في ذات المجال وذلك من خلال مشاركته في الفعاليات الثقافية المختلفة، أما فيما يخص العوامل التي سيتدارك المبدع أو الهاوي نقصه كما جاء في سؤالكم، أراها شخصيا في عدة نقاط وهي: هو على الكاتب الهاوي التحلي بالصبر والثقة بالنفس وتقبل النقد الذي من خلاله سيتمكن حامل القلم من تصحيح الرؤى إلى جانب ما تقتضيه منصات النقاشات التحليلية لعمله المقدم، وبالتالي سيخوله ذلك لأن يكون من الأوائل من جهة، وأن يطوع قلمه في خدمة التغيير الإيجابي، وأن يُخلص لأدبيات الكتابة التي أصبحت في عالمنا اليوم عنصرا أساسيا في تغيير الوعي ونشر الفضيلة التي تنادي بها الإنسانية جمعاء من جهة أخرى..
- لمن يوجّه يوسف هاروني كلمته في نهاية هذا اللقاء؟
أشكركم على هذه المقابلة التي تعد أولى مقابلة أحظى بها إعلاميا، واشكر الوالدين على تشجيعهم لي فهم نبض طريقي نحو المستقبل، وكما أشكر كل من ساعدني لتحقيق أحلامي وبالأخص أشكر سكان قريتي وبلدية تيمزريت وبالأحرى ولايتي بجاية الشمعة التي تضيء طريقي نحو الهدف.
الكاتب والشاعر يوسف هاروني:
أركـز على الـقــضايـا الاجتمـاعـــية في كتــاباتي
حوار: أمينة جابالله
شوهد:772 مرة