ووري الثرى، أمس، بمقبرة «بوحديد» بعنابة، جثمان فقيد الساحة الفنية الجزائرية وأحد أعمدة أغنية الشعبي الفنان القدير إبراهيم باي، بعد صراع طويل مع المرض الذي أبعده عن عشاقه ومحبيه، حيث توفي «شيخ المدينة» كما يحلو لسكان عنابة مناداته، عن عمر ناهز 72 سنة، بعد أن سخر حياته لخدمة الفن الراقي والأصيل في الجزائر.
يعتبر الفنان القدير إبراهيم باي المولود في 21 ديسمبر 1948 واحدا من كبار الفنانين الجزائريين، وأحد أبناء بونة الذي كان له الفضل في إدخال أغنية الشعبي إلى الشرق الجزائري، وعلى وجه الخصوص عنابة، ليثري الساحة الفنية بأروع الأغاني، والتي ستبقى خالدة وشاهدة على ما قدمه للفن الجزائري، فهو فنان أحب الفن الأصيل وبالذات أغنية الشعبي منذ نعومة أظافره، حيث تأثر بعمالقة هذا الفن على غرار محمد العنقيس، الحاج الهاشمي قروابي، والذي كان مولعا به ويحفظ أغانيه خلال سويعات عن ظهر قلب ويرددها في الأعراس، كما كان يأخذ عنهم أبجديات الفن الأصيل ويترجمها على الساحة الفنية الجزائرية لتعلن عن ميلاد اسم جديد ألا وهو «شيخ المدينة» ويطرب بأغانيه الملايين من الجزائريين والتي دخلت بيوتهم دون استئذان، انطلاقا من سنة 1960، ليسجل أول شريط له سنة 1988.
أتقن باي العزف على آلة القيتار، حيث كانت رفيقته الدائمة في مختلف حفلاته ما زادتها إبداعا وتألقا، كما أحيا العديد من أعراس العنابيين على وجه الخصوص، ليكون من بين أكثر الفنانين طلبا من العائلات العنابية، وذلك للجو الذي كان يضفيه على هذه المناسبات بأغانيه الجميلة، والتي كان يبدع في كتابة بعضها ويتفنن في تقديمها على وقع أوتار «القيتارة».
محبو وعشاق الفنان الراحل، إلى جانب مثقفو وفنانو بونة لم يتوانوا في الإشادة بخصال ومناقب فقيد الفن الجزائري، حيث استقبلوا نبأ رحيله بكل حزن وأسى، بعد أن كانوا يتتبعون أخباره يوميا، لاسيما بعد إجرائه لعملية جراحية على مستوى الكلى، منذ ما يقارب السنة جعلته طريح الفراش إلى أن وافته المنية، السبت.
«شيخ المدينة» ترك إرثا فنيا لن يزول برحيله، فقد غنى لفريقه المفضل اتحاد عنابة «أويسما عنابة مومو لعيان»، هي حمرة الألوان» وهذا عامك والسعد جاك»، وترك إبراهيم باي في رصيده الفني ما يقارب الـ20 ألبوما.